باسم الله الرحمان الرحيم. العليم الحكيم.
الملك الحق المبين.
ذي الأسماء الحسنى.
والصفات العلى.
السبوح المتعال.
والصلاة والسلام على نبينا
الحكيم وعلى آله والصحب.
======================================================
النداء الرابع لمدرسة الأنوار العرفانية للسلام
الإسلامي:إسلامنا السياسي وكوارث الإنتكاس:
======================================================
بزغ فجر النداء بالبديل الإسلامي والمعارك طاحنة
بين المدارس والسياسات الليبرالية من جهة.. والمدارس الإشتراكية الشيوعية من جهة
أخرى ..وبكل طموحاتها العالمية .. بل وبكل برامجها البعيدة والقريبة والمتوسطة
المدى ...
وأمامها كان :(الإسلام هو الحل): شعارا قمريا
لكل مومن يعلم بأن الإسلام ليس نصرانية .... وبأن المسجد ليس كنيسة : ولكل من كان
يوقن بأن الإسلام منهج حياة شامل وكامل : يعلم الإنسان المومن كل ما يسعده في
حياته .. بل وينظم كل علاقاتنا الإنسانية : من علاقاتنا بالله تعالى.. لعلاقات
بعضنا ببعض .. لكل علاقاتنا الإجتماعية فالمجتمعاتية..
إنه أسلوب حياة : أسلوب حياة شامل ومؤطرلكل حيثياتنا الإنسانية
.. ونظام رحيم ومرن لكن جد محكم من الحكم العدل الحكيم سبحانه : يوحي لنا أحيانا
برمزيات شمولية وأحيانا أخرى بدقائق واجبة: ليترك بعدها لنا ولكل الإنسانية حرية
التجديد المستمر في تنزيله وملكة الإجتهاد الواجب على أولي الألباب منا في كل عصر
وحين: إذ (يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها) كما
روي عن رسول الله صلوات ربنا التامة عليه.
لكن لتنزل ولا زالت تنزل المدارس الليبرالية
وكذا الإشتراكية وغيرها ببدائلها فكريا وعلميا ثم عمليا وعلى كل الواجهات .. وبكل
جدية وإجتهاد : وبمذاهب فكرية جد محكمة لها (إشكالياتها ومنهجياتها وفلسفاتها
ورؤاها بل وإيديولوجاتها وإستراتيجياتها وسياساتها) الخاصة .. وجنين الإسلام
السياسي يترعرع رويدا بكتب إسلامية مختصة
تميل عموما نحو الأدبيات والفقهيات .. وبشباب إسلاميين يتزايدون بصاروخية سرعان ما أثارت عصابات السياسات
العالمية للتتبع العلمي المضاد لظاهرتنا هاته ..ومنذ ما قبل النشأة .. لكن دون
مذهبية فكرية محكمة لنا .. ولا منهجية منظمة.. بل ولا هندسة لخطوات مستقبلنا .. بل
ودون فكر إسلامي عملي حكيم يؤطرنا .. ولا فقه حركي لكل مذهبيتنا.. رغم آلاف الكتب
بل والمشاريع الإسلامية التي لا زال زعماء أحزابنا مذهبيتنا هاته يهمشونها بل ولا
يعيرونها أية أهمية : رغم عمق تحاليل باحثينا ومفكرينا وكل مجتهدينا الكرام.
فكنا ونحن نردد كل شعارات : (الحكم بما أنزل
الله ..وعودة القرآن للشارع ..ولا إسلام دون سنة .. ولا للعلمانية) : نظن بقينا
بأن مشروعنا العالمي جاهز عمليا وبكل علومه وبدائله ومدارسه وبأن المسألة مسألة
نجاح سياسي لا غير..بل وكان القادة يلقنوننا بأن كل من يناهضنا عدو لله ولرسوله
ولكل الإسلام .. ولحد تكفيرنا لكل أحزاب الأمة بيمينها و يسارها .. بل وحتى بوسطها..
لننساق كشباب بكل حماس وكل ثورة نحو الكواليس..وبتأهب
حتى للجحيم من أجل:(كلمة الله هي العليا)
لكن سرعان ما تقزمت مذهبيتنا الإسلامية الحالمة
هاته : والتي لها (قرآنها وسنتها وفقهها وعلومها وإقتصادها بل وأدبها وفنونها
وبدائلها الخاصة):لحزبية عالمية ثم لحزبيات وطنية سرعان ما بدأت تنادي كل منها
ببرامجها الخاصة:ولينساق ساسة أحزابنا هاته بعدها بل ولينزلقوا لوهم التموقفات
السياسوية .. وأكذوبة السواد الجماهيري الواهي : وبنفاق إسلاموي وسياسوي قاعدي بعيد
عن كل مبدئياتنا بل وكل فقهنا وعلومنا الإسلامية بل وكل أخلاقياتنا:وللأسف..
وبعد أن كان رواد مذهبيتنا الإسلامية فقهاء
ومفكرون ومربون لهم إجتهاداتهم الوازنة مهما إعتراها من نقص: ..ترأس الأحزاب
الإسلامية بكل تنظيماتها وحركاتها اليوم ساسة يتميزون عادة بصقاعة الخطاب.. وشحن
الجماهير.. وتحميس النفوس..ليبتعد خطابنا الإسلامي رويدا فرويدا من دراسة القرآن
الكريم.. وبناء الفكر.. وتربية القلب : لمواضيع فكرية واقعية وحماسية تثير التموقف
أكثر من إثارتها للحق.. وتثير النفوس أكثر من إثارتها للعقول والقلوب : بل وليصير
هم خطابنا السياسي السواد الجماهيري لا غير .. وحصد الكراسي ولو على حساب كل
مقدسنا..بل وقمع كل الصادقين وكل المحققين والمدققين المناهضين فينا للتبسيط
والتجزيء والسطحية...
ولتصطاد أحزابنا الإسلاموية الوطنية هاته شبابا
وشابات وكهولا ونساء سرعان ما تكاثروا بل ولا زالوا يتكاثرون بحماسات رهيبة .. لكن
بعيدا عن أية مناهج تربوية جادة وشاملة .. وعن أية توعية فكرية عميقة تجعلنا نكون
حقا إسلاميين في مستوى كل التحديات العالمية.. بل ولا حتى في مستوى وطنياتنا
العربية.. بل وحتى أخلاق الأميين من أجدادنا الذين كان صفاء مجتمعاتهم يعلمهم
الإسلام المتماسك بكل بساطة بل وكل فنية : لا إسلام الفرقة والشتات وكل ألوان
الرعونات والتنطع: حتى وهم يعيشون كوارث الإمبرياليات المتتالية على الأمة..
وبعد أن
كنا حلم وحدة لكل الأمة صرنا قنابل شتات داخل كل مجتمعاتنا العربية والإسلامية.. بل
وصار فكرنا الإسلاموي هذا بتربياته الرجعية والجزئية والتبسيطية التموقفية : رحما
لكل الكوارث اليوم وغدا إن لم يطبب أو يحاصر...
فقد إستيقظنا وحناجرنا صارخة بشعارات فقط .. وقلوبنا
مشحونة لحد الشهادة بمواقف حماسية لا غير.
بل وبعقول محتارة بأسواط فقهاء لا زالوا وللآن يحاربون أي لغة للعقل: لحد
قول أحد التسلفيين : (لا فكر في الإسلام).. أو بمطامع سياسويين يرتجلون في كل
الميادين بكل عشوائية ودون وعي إسلامي متين : وباسم إسلامنا ..وللأسف:
وليتغير موقفنا من تكفير كل الأحزاب العلمانية..
لتكفير كل من لا يشاطرنا منهاجنا الدعوي الخاص.. بل ولحد إدعاء العديد من فرقنا
تمثيلها لكل الأمة .. وبأنها وحدها الفرقة الناجية .. بل ووحدها على منهج أهل
السنة والجماعة : تماما كما خططت صهيون لشتاتنا...
وليحتار العرب والمسلمون بل وكل العالم بتناقض
تياراتنا وتكاثر فرقنا وتوالد جماعاتنا بكل مواقفها الجنونية هاته : ونحن نصدر فقه
المقاومة الجهادية الذي له فقهياته : لقلب كل المجتمعات مهما سالمتنا بل ولقلب
أوطاننا : وليبتعد رويدا فرويدا جل المفكرين العرب عن تبني إسلامنا السياسي..
ثم لتفتقر كل أحزابنا ولليوم لفقهاء مبرزين.. بل ولمفكرين ذوي مشاريع علمية ورؤى مستقبلية : وليفترق
عقلنا الإسلامي بل وكل مشاريعنا الفكرية من جهة .. وعقلنا السياسوي الإسلاموي
الإرتجالي الخابط اليوم خبط عشواء ..بل والناسف اليوم وباسم مذهبيتنا لكل مذهبيتنا
:وللأسف.
ولننساق بل ولا زلنا ننساق بكل سذاجة نحو اللغم
الصهيوني المدبر لسقوطنا المخزي بكل حنكة: ولنتحول من إسلاميين ذوي (بديل فقهي
علمي فكري عالمي حالم) لإسلامويين همنا الوحيد حصد الكراسي السياسوية وطنيا وبكل
شعبوية ..وحتى على حساب الشتات الكامل للأمة.. بل ولو على حساب مستقبل كل مذهبيتنا
المنتحرة اليوم بكل الجهالات والشعارات الواهية..
وليبتعد فطريا من كل حزبياتنا الواهية هاته كل
ذو قلب حساس مهما غرق في أوحالها عن جهل أو ضلال بداية.. لكن ليغرق في أوحالها
اليوم ومستقبلا : كل ساذج بليد.. أو سياسي طموح.. أو جاهل ضال.. أو منافق طماع.. بل
ولتنادي رسميا وبصمت كواليسي مظلم جل أحزابنا هاته بأن لا علاقة لها بالإسلام
السياسي عملي ا: لكن مع سبق الإصرار على أنها (ذات مرجعية إسلامية دون إسلام سياسي
ولا فقه للسياسة الشرعية عمليا)..فهل فهمت شيئا؟؟ .. بل ولنجهض باسم إسلامويتنا
هاته كل الإصلاح الإسلامي..وباسم الإسلام والمرجعية الإسلامية وللأسف..
ولتقفز بعدها كل الأحزاب العربية لادعاء
مرجعيتنا المقدسة هاته بكل إفتراء .. :
لكن مذهبيتنا الإسلامية أبية.. وستبقى متسامية عن كل ضلالات هاته الإستغلالات
السياسوية مهما مكر بنا المدعون.. ومهما تلونت إفتراءاتهم المصلحية والتسلقية
المفضوحة هاته .. بل ومهما عمقوا فينا (شعوبوياتهم
العابرة والظرفية) يقينا..
فباسم المرجعية الإسلامية تنسف اليوم كل
مذهبيتنا الإسلامية : .. ويا للحماقة؟؟.. بل ويا للنفاق؟؟
ولنوجز أهم كوارث أحزابنا الإسلاموية هاته في:
أولا: تنكرها للعلمية السنية بل وللعلوم والفقهيات
الإسلامية تربويا وسياسيا .. وجزئية بديلها وبساطة برامجها.. وكذا عدم بنائها
لعقول أتباعها بناء حقا إسلاميا .. بل وعدم توعيتها لهم بكل التحديات الحاضرة
والمستقبلية : مما أنتج إسلامويين يحاربون عمليا كل البديل الإسلامي بتنحيته عمليا
وتجاهل فكره توعويا وسنته تربويا...
ثانيا: فرار الأدمغة من تكاوينها المنساقة رويدا
نحو سياسات تكثير السواد لا غير : ولتصير بعدها ملاذا لكل متسلق مستغفل للمسلمين ..
وملاذا لكل جاهل بتاريخنا.. بل ولكل جهول بكل تاريخنا وحضاراتنا الإسلامية
والعربية...
ثالثا : محاربتها بل وقمعها للمشاريع الفكرية
الإسلامية عمليا مهما أثارتها سياسيا وادعتها جماهيريا .. بل وفصلها التام بين
فكرنا الإسلامي وسياساتها لحد فصل معظم المفكرين المبدئيين من سلمياتها الحزبية...؟؟؟
رابعا : تلون مواقفها وتغير مبادئها لتصير
أحزابا بلا لون : فلا هي إسلامية ولا هي علمانية.
خامسا : إختراقها حتى قياديا من طرف أعدائها
عالميا ووطنيا..
سادسا: عدم إقناع خطاباتها.. وجهل معظم قادتها
بالسياسات العالمية وكل مصائدها.. بل وجهالتهم بكل الفكر العالمي :والذي ليس كله
مضاد لإسلامنا..
سابعا : تغيرها من (حركات إسلامية تنادي بكل
المذهبية الإسلامية كبديل عالمي) : لتكثلات متدينين ظاهريين متميزين بالحجاب
واللحى : هدفهم الأكبر : إقتناص الحكومات الوطنية ولو بسياسويات علمانوية وعلموية
وارتجالات واقعية عشواء.. وبكل شعبوية .. بل وبكل إسلاموية..
ثامنا : إستغلال مظهرهم (وحتى من غيرهم).. ومن
العديد من منافقي الأمة : لأغراض دنيئة بل وإتخاذ اللحى جاه وشرف وتفيقه مقيت.. وإتخاذ
الحجاب موضة ومصيدة للزواج وللتستر والتظاهر بالشرف حتى من بنات الليل..
تاسعا : تغير هاته الأحزاب لقنابل موقوتة لشتات
الأمة:بل ولتفجير أي من مجتمعاتنا متى شاء صهيون.
عاشرا: إستخدام العديد من الأنظمة والعصابات
العالمية لها كورقة مص للمد الحقوقي وكلجام لكبح العقل الإسلامي .. بل وكمعول
مسموم لدك كل (البناء والفقه والسلوك) الحضارية لنا كمسلمين .. بل وكأداة هدم لكل
الوعي التاريخي لنا كأمة..
وتتتالى الأسباب.... بل وليعي جيدا مدى هاته
الهشاشة بعض قواد هاته الأحزاب نفسها وعباس مدني يتخلى عن أي تسلق حكومي رغم نجاح
جبهة الإنقاذ لينقد حزبه لولا تعنت الجيش الجزائري.. ولينادي راشد الغنوشي اليوم
بحكومة غير حزبية لوعيه المتميز كمفكر .. لكن لينساق زعماء آخرون وراء الأهواء السياسوية وهم يعلنوها : إما نحن
أو الطوفان ..أو ليعلنها آخرون نفاقا سياسويا علنيا وهم يتلونون بين (أعداء اليوم
حلفاء اليوم) و(مبادئ البارحة رعونات اليوم) كما أحزاب المغرب العربي . ولتتالى
جهالات هؤلاء الإسلامويين رويدا : لنفقد اليوم كل أمل مستقبلي في إسلامنا السياسي
لا لأنه غير علمي وغير واقعي .. بل لادعاء الإسلامية من سياسويين متسلقين لا زالت
العديد من الجماهير العربية لم تكتشف زيفهم .. وإبتعادهم حتى عن أبجديات إسلامنا
الحنيف ..مع إستثناء كبير للعديد من الشرفاء الذين لا زالوا غارقين في أوحالهم عن
حسن نية.. وكذا للعديد من مفكرينا وفقهائنا الغارقين اليوم في فكرنا الإسلامي
وبدائلنا الإسلامية دون وعي بأن هاته الأحزاب المحسوبة اليوم على إسلامنا لم تعد
تتبنى مذهبيته ولا حتى أخلاقه المبدئية وأبجدياته الأولية.
ولنصحوا والظروف العالمية كلها ضدنا .. بل وجل
الأحزاب العالمية والعربية تمقتنا بل والأنظمة تكتشف زيفنا وكل تنطعاتنا : وليتتبع
الأكاديميون اليوم هؤلاء الإسلامويين (وهم يتسلقون نحو كل الكراسي بجهل بغيض ومخزي بكل خصائص عقلنا العربي وكل أدبياته .. ودون
وعي بمدى ذكاء الشعوب العربية والإسلامية .. بل وبجهل تام بالعقل السياسي العربي
والإسلامي الذين لازال يسخر منهم وهم يتسلقون سلطاته بكل غباوة : ظانين أنهم
يحسنون صنعا..ورحم الله الحسن الثاني بقوله : (الإسلاميون ينسون التاريخ).
ولنحسم
كمدرسة عرفانية مستقبلية وعن دراسة ودراية وبنقل وعقل بأنه:
(لا مستقبل للإسلام السياسي عالميا إلا :بخلافة
مهدوية: لا زال بيننا وبينها قرونا وقرونا)..
بل وكل أحزابنا اليوم بل وجل أنظمتنا لم تعد في
مستوى قدسيات أخلاق إسلامنا المتسامي
حاليا عن كل أكدارنا النفسية والفكرية .. وعن كل أدران نفاقنا الإجتماعي والجمعوي
والحركي وبالتالي السياسي..
بل وجل المنادين بالإسلام السياسي اليوم ليسوا إسلاميين عن قناعة ولا عن صدق.. ولا عن
فقه متين.
وليصحوا شبابنا المسلم البرئ والمتحمس وهو ضحية
لكهنوت العديد من هاته الأحزاب : والتي نرى يقينا بأن المستقبل سينحرها رويد ا: (فأما الزبد فيذهب جفاء)..
بل ونحو قناعة منا كإسلاميين بأن : جل الأحزاب الإسلامية
المحسوبة اليوم على المذهبية الإسلامية ليست إسلامية: لا شرعا ولا فقها ولا علما
بل ولا عملا...
ولتبقى أكذوبة المواقف والشعارات السلاح المسموم
والوحيد لأحزابنا هاته : ونحن نأسف لتيار الإخوان وهو يتهاوى بيد جيشه وغضب شعبه ..
ومخططات صهيون تزيده تأجيجا لأنه صار من أقوى أوراقها
المسمومة داخل أمتنا الأبية .. والتي ستبقى أبية بالرغم من كل هذا الشتات..:
ففرق كبير
بين إسلامية كشك والبنا وزينب الغزالي وقطب رحمهم الله تعالى .. مهما إعترى
إجتهادهم من تعصب .. وإسلامية ما بعد 2010 م الغارقة في صراع الكراسي .. فالعصابات
العالمية تريد أن تعيد معنا نفس لعبتها الغربية بالبروتستانت المسيحيين الذين لا
زالوا ولليوم ذراعها السياسي بل والكهنوتي الإبليسبي حتى داخل الكنائس المسيحية
الكاثوليكية .. بل وربما ما يخفى من مخططات صهيون بهاته الأوراق الإسلاموية أفظع...
والمسؤولية نتحملها جميعا ..لكن مؤسساتنا
العلمية والفقهية الشاردة اليوم هي الرحم
التي ستبقى ولادة وبكل بهيمية لكل هاته الكوارث إن لم نقم حقا بتجديد تعليمنا
ووعينا الإسلامي وبتربية قلوبنا أولا قبل كل شكليات هذا التمسلم...
والحمد لله أن الأزهر بدأ البادرة.. ونحن معه عن
قناعة عميقة بل وعن يقين علمي كمدرسة عرفانية مستقبلية مومنة بأن (العلمية
التربوية وحدها الملاذ).. وبوجوب تأطير الإسلام السياسي بكل جدية..
بل وهاهي ذي العربية السعودية والعديد من دول
الخليج تستفيد اليوم من هفوات وكوارث تسلفياتها الماضوية.. لنوقن بأن الله سبحانه
وتعالى سيبارك صحوتنا العلمية والتربوية هاته بعيدا عن كل الإسلامويات والتسلفيات
والسياسويات الناسفة وباسم الإسلام لكل حضاراتنا العربية والإسلامية..
.............
.......
ونقول كل هذا ونفند كل هاته الكوارث :(عن أحزاب
كانت منطلقاتها إسلامية)..
فما قولنا عن غيرها من أحزابنا العربية وكل
عفوناتها؟.. وماذاعن كل رعوناتها وتنطعاتها وأدبياتها المنحلة بل والمنادية جهارا
بنسف كل هويتنا العربية والإسلامية؟
وإن كان هذا حال أحزاب دينية من المفروض ان
تبدوا أطهر وأنقى .. فماذاعن أحزابنا الأخرى؟ بل وماذا عن الحركات المناهضة اليوم
للتيار الإخواني من جبهة الإنقاد وحركة تمرد وكل ليبراليينا ويساريينا؟
بل
وماذا عن الكثير من أدباء وفناني الأمة المناهضين اليوم (ودون أي أدب) لكل
المذهبية الإسلامية.. ودون أي تمييز بين علومها وقدسياتها وبين علموية بعض
إسلامويينا ؟
إننا نعيش حقا كارثة سياسوية علمانوية وإسلاموية
سببها إنهيار العقل التكويني والتربوي لكل أحزابنا .. لحد حلمنا اليوم بالنداء ضد دكتاتورية كل السياسيين.. بل
وإقصاء أحزابنا السياسية من سياستنا لأنها
لم تعد سياسية بالمعني التخليقي والتكويني والتأطيري والمجتمعي للسياسة.. بل ولا
حتى بالمعنى الفلسفي لها...
فهل سيبقى الحكم والتدبير للسياسيين
مستقبلا رغم كل هاته الإسلامويات
والعلمانويات والعلمويات السياسوية المدمرة؟
ذاك ما لا نتمناه إن لم تعد كل أحزابنا لدورها
التوعوي والتخليقي بكل إنسانية وصدق..وإلا فعلى مستقبل أحفادنا السلام...
وكان الله في عون كل الأبرياء والصادقين من
شبابنا المستدرجين اليوم وربما غدا بهاته المواقف والشعارات الإسلاموية والعلمانوية على السواء : إما عن
صغر سن أو إنعدام خبرة في مصر وغيرها .. وأسكن شهداءهم فسيح جنانه ووقانا الله شر النفاق والمنافقين
وكل ضلالات الجاهلات الجاهلين..
والبديل إما تخليق كل أحزابنا العلمانية
والإسلامية وعودتها لتحمل كل أدوارها في التوعية والتكوين وفي تأهيل شعوبنا بكل
مبدئية .. وبكل تحصين لمميزات هويتنا العربية الإسلامية بكل حضارة .. وبكل تفتح على لهجاتنا وثراتنا وتنوعاتنا التاريخية وكل
مميزات الآخر.. وإلا فلن نستطيع فهم تجديدات المجتهدين من علمائنا وأولي الألباب
منا بل وأوليائنا وفقهائنا العاملين مستقبلا..
ولنتذكر دائما : بأن الحق والصواب لا يختزلان في
فهمنا الديني فقط .. فكل ما هو حق وخير وصواب وأخلاقي فهو إسلام.. وكل ما هو علمي
حق فهو إسلامي بحق. ومهما يكن مصدره... وإلا فلا عقل
سياسي مستقبلي لنا لا كعرب ولا كإسلاميين بل ولا كمسلمين (إلا وراء غيرنا)...
سبحان ربك رب
العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين