باسم الله الرحمان الرحيم. العليم الحكيم. الملك الحق المبين.
ذي الأسماء الحسنى.
والصفات العلى.
السبوح المتعال.
والصلاة والسلام على نبينا الحكيم وعلى آله والصحب.
نعني بالإسلاموية : إدعاء المذهبية الإسلامية سياسيا أو جمعويا أو حركيا أو دعويا دون وعي علمي ولا تربوي حكيم بها ...ودون عمل تدريجي لتنزيل كل علومها وفقهياتها وآدابها وإقتصادها وكل شريعتها :........
وطبعا بعد خلق كل ظروفها...
ونعني بالتسلفية إدعاء السلفية الشكلية وفهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم: بجهل تام بالرؤى الصحابية المتنوعة مناهجها ..وبكل تاريخنا وحضارتنا بل وكل علومنا الإسلامية التراثية والمستجدة// وكذا مضاهاة وتبديع كل تجديدنا الإسلامي: وباسم فقه الحديث وللأسف : والذي ما هو سوى أساس واحد من أسس إسلامنا بكل فقهياته وعلومه وآدابه المترامية الآفاق.
مما ألصق ولا يزال يلصق الماضوية والرجعية والتكفير وكل ألوان التطرف وكل أنواع الظلاميات بل وكل جهالات التقليد الأعمى: بالمنهج السني لرسول الله صلوات عليه ...:المتعالي عن كل هاته الترهات .................................................. ...........................................................
وبعد كل هذا :
نعني بالعلموية : إدعاء العلمية دون بحث علمي ..ودون منهجية منطقية وفقهية جادة ,, بل وإصدار أفكار ومواقف غير علمية باسم الفقه أو أي علم من العلوم..
أو بدعوى الواقعية في أية سياسة علمانية كانت أم إسلامية..............
ومن كل هذه المقدمة :
سيبدو لحضراتكم وبجلاء مدى إنزلاق العديد من علمانويينا وكذا إسلامويينا بل والعديد من دعاتنا المشهورين ومفكرينا : للافكر واللاعلمية بل وللإرتجال السياسي والتحريف المبين لمذهبيتنا الإسلامية : لحد إتهامنا الصريح لهم (بالخداع العلماني أوبالخيانة الإسلامية): وعن تحقيق نظري وعملي وتتبع ميداني عميق:
فالعلمانية بشرحها البسيط هي فصل الدين عن الدولة علميا بعد مناهضة منظريها للاعقل وللا منطق اللذان كانت تفرضهما المسيحية وكذا اليهودية على الغرب وبسياسات كهنوتية رسمية مساندة لكل التصوفيات كديانات حقة لا عقل فيها ..
ثم الدعوة لإستعمال العقل والمنطق العلمي في كل شيء عدا الدين ................... ..............................................
لكن تعميم هذا الحكم المرتبط بديانات الغرب المحرفة وتصوفاتها الإبليسية على الإسلام حكم باطل :
فالإسلام ليس هو رهبانية النصارى ولا تصوفيات اليهود..ولا ديانات غيرهم:
الأمر الذي يعلمه العديد من ساسة الغرب بدقة .. بل ومنذ قرون :
إلا أنهم لا زالوا يصرون على تعليم شعوبهم بأن لا عقل للإسلام .. وبأنه دين كسائر الديانات الأرضية الوثنية بظنهم... ومهما إعترفوا لباقة أمامنا بسماويته : ...........................................................
ومما يزيد كل هذا خطورة وإستفحالا: تأكيد كل هذا الإدعاء سياسيا وإجتماعيا بل ودعويا : وذلك من ممارسات العديد من حركاتنا التسلفية المعاصرة وأحزابنا الإسلاموية وكذا جل الحركات المقاتلة بدعوى جهادنا الإسلامي والعديد من زوايانا:
وذلك عبر دعوتها اليوم للمنهج السني بفقه الحديث فقط.. وكذا إيمانها الباطل: بعفوية الرأي المصلح ..وبالإرتجال السياسي إسلاميا : أو الإنحراف التام للعديد من زوايانا على منهج أوليائها المؤسسين قدس الله أسرارهم.
بل وبعدم الدعوة حتى للعمل بالقرآن علميا بدعوى التسنن بالنبي صلوات ربنا عليه والصحابة رضي الله عنهم وعلى منهج أهل الحديث لا غير : من جل الإسلامويين والتسلفيين,,,,,..
بينما المنهج السني لا يقوم إسلاميا: إلا على القرآن الكريم أولا كإمام.. فالسنة الشريفة ,,,ثم كل علوم الكون الحقة وكل ما حق من علوم ومعارف : كتوابع بل وكواجبات:
إذ العديد من آيات القرآن تدعوا للعمل بالقرآن الكريم سنيا ثم للتفكر في كل شيء وفي كل العلوم .. وكذا للتدبر بعد كتاب الله المسطور في كتابه المنظور: والمتجلي أولا في كل الكون : مما يضفي على المنهج الإسلامي : كل أوصاف العلمية المبدئية بل والمثالية العرفانية تربية وتكوينا لمن سمى بذوقه نحو فقه الإحسان :
إذ كل ما هو خير وحق وعلمي وأخلاقي ومبدئي ومثالي...: فهو إسلامي ..
لكن الكمال في كل هذا لا يكون سوى بالعمل بكل الإسلام ودون تبسيط ولا تجزيء .....
فباسم العلمية يزيف اليوم الغرب كل العلوم الإنسانية لأنها لم تعد تخدم مصالحه: بل وبدأت دعواته ومنذ سنين عدة : للا عقل وللا منطق فنيا وتربويا وسياسيا : وبكل علموية وتزييف ماكر وخداع في تدريسه ودراسته وخصوصا للإسلام بل وكل العلوم التي لم تعد تلبي بواطله:
ولهذا فإن العلمانية ليست هي العلمية كما يحاول البعض إقناعنا.
فعلمنة الموضوع والرأي والقرار تعني إلباسه ثوب العلم بكل دهاء ..ولو بنسقيات علموية ماكرة وواهية أومناهج براقة خادعة , عكس العلمية التي تعني عقلنة القرار والموضوع وكل معلومة.. وبمناهج حقا علمية وحقة وتبدوا نتائجها عادة كمسلمات..
فباسم العلمانية العلمية أقبر الغرب أي قرار غير علمي في نهضاته : لكنه اليوم يتنكر لعلميته هاته سياسيا وفنيا وتربويا ثم دينيا : لأن تتبيثها بكل بساطة لا يعني سوى تثبيت علمية القرآن والسنة بكل فقهياتهما ..وكذا أحقية كل علومنا كمسلمين في كل مجالات الحياة : بل ولا يعني سوى إقبارا تاما لسيطرته السياسوية والعلموية على العقل العالمي الذي سيزداد نضجه مستقبلا وسيصير من السهل على كل مفكريه الجادين إكتشاف كل هذا الزيف العلمانوي والعلموي والسياسوي/ الإبليسي الصهيوماسوني بجلاء بل وبكل ألمعية.. الأمر الذي سيستعصي على الغرب مقاومته على المدى الأبعد: ولهذا يحاول ومنذ عقود: الدعوة للعلموية في كل المجالات: بمعنى إستعمال العلم والدين كأدوات مصالح لا كوسائل لإثبات الحقائق كما كما هي في طبيعتهما.
خصوصا وكل علميتهم الحقة اليوم تؤكد عقلانيا وبكل منطق مذهبيتنا الإسلامية :
وليس كبديل علمي وحضاري فقط .. بل : وكعيون رقراقة بكل معاني الخير والحق والقيم والمثل والمبادئ والفضائل والعلوم بل وكل سماوات السمو الإنساني ,,
عكس العلمنة التي باتت تسرع اليوم وبكل تشنج: نحو الكفر بعلميتها .... لأن المذهبية العلمية لا تعني عمليا سوى إنقاد كل الإنسانية من أنياب حكومة العالم الخفية...
ولهذا صار إستغلال جهلنا بالدين من أعتى أسلحة ساسة صهيون .. بل ولحد تأكيد العديد من باحثينا على أن جل الحركات والجماعات والأحزاب الإسلاموية والتسلفية المناهضة عمليا للإسلام العلمي والتربوي الحق من وحيهم.. بل ولم تكن لتسطع لولا مباركاتهم وكرم دعمهم لها على كل الواجهات وفي شتى المجالات.
فهل يفهم كل هذا :تسلفيونا وإسلامويونا والعديد من علمانويينا وعلمويينا الذين لا زالوا يحاربون بقصد أو دون قصد إسلامنا العلمي والتربوي وبثقة عمياء في فقهاء الشوارع وسياسيي الظلام وكل جهالات العصابات الإنقلابية بل وكل زعماء الهدم الحضاري لأمتنا ؟:
فببروتوكولات جاهزة ومنذ قرون جن عقلنا الفقهي بل وإعتلاه أئمة يرفعون (الحديث والقرآن) كشعارين مغريين فقط لا كأساسين أولين لكل علومنا وفقهياتنا وحضاراتنا بل وكل رقينا الماضي والمقبل ..
وجن عقلنا الإسلامي برمته منذ بدأت تحارب علمويته العلمية العلمانية.. بل ولحد دعوته لعلموية علمانوية مركزة على معاش العيش: لا على سعادة الحياة كما إسلامنا: ...
فالإسلامويون والتسلفيون والعلمانويون والعلمويون حاربوا ولا زالوا يحاربون (وعن حسن نية من بعضهم) كل علميتنا كمسلمين:
فناهض التسلفيون والإسلامويون كل الفن العربي وكل الأدب العربي فكل التجديد العربي الإسلامي.. ثم كل الحضارة العربية وبكل تراكماتها التاريخية ..ثم بعدها العديد من الفنون والعلوم الإسلامية : ليزرعوا قطيعة الماسون المسمومة بيننا وبين كل قيم وسماوات حضارتنا ومنذ عشرات السنين وللأسف:
وها قد بدت ثمارها المسمومة تنضج بكوارث لم يتخيلها حتى إبليس في سكراته ...
وليبدو كل تاريخنا العربي والإسلامي اليوم وكأنه تاريخ باطل بل وبهتان : كما أكد ولا زال يؤكد العديد من المنادين اليوم بهدم أو على الأقل : تهمشيش كل فقهياتنا الإصلاحية .. وإسكات كل نداءاتنا للرقي والإزدهار والنمو (وبكل الإسلام كأسلوب حياة كامل وشامل) سيدرج بالإنسانية كلها نحو سماوات السعادة والرخاء والسمو حاضرا ومستقبلا بل ومصيرا ........
لكن وللأسف: لا يزال العديد من المسلمين قبل الأعداء: يناهضون كل ماهو راقي وسامي وعقلي في حياة المسلم :كإنسان منتج لكل الجمال والكمال في بعده الديني ..
فالمسلم ليس ولم ولن يصير جمادا متصلبا بموقفه: دون روح ولا عقل ولا قلب.. بل ولا جوهر: كما يدعوا كل فقهاء النقل الكافرين بالعقل. وكذا المرتجلون سياسويا بالرأي والإصلاح العشوائي دون بينة ولا علمية ولا مشاريع إسلامية ثابتة في مبادئها وجاهزة مرنة بل وقابلة للتعديل في برامجها الإصلاحية وبكل تدرج وحسب المستجدات : فأي إصلاح لا يسعد المسلمين وبعدهم كل الإنسانية فهو غير إسلامي :
فهدم سياسويونا وكل محترفي إسلامويتنا وتسلفنا بل ولا زالوا يهدمون بكل هذا كل جمالياتنا بل وكل حضارتنا كمسلمين :وبشعارات : الحاكمية لله : ثم كل مستنداتها : فباسم الإسلام يباد الإسلام ..وبشعار أمتنا تنسف بل ونسفت كل أمتنا وللأسف:.......
........................
وما أن وصلت هاته الأحزاب الإسلاموية للحكم حتى بان الزيف وهي تتنكر لإسلاميتها بكل إرتجال وبكل عشوائية بل وجنون سياسي .. بل وبكل تنصل من الإسلام السياسي وكل مذهبيتنا الإسلامية .. وبالواضح والمرموز ..بل وبالمباشر: بدت أيادي صهيون (التي كانت خفية) وهي تساند جهارا وبكل ديبلوماسية العصا والجزر :كل ما هو علموي وإسلاموي وسياسوي وعلمانوي أو تسلفي فينا ..
بل ولتقيم الحروب لإنجاح إسلامويينا هؤلاء والإصرار على إستغلالهم كقنابل تفرقة للأمة ثم إسقاطهم كلما إنتهي وقت الإستعمال :
لنجزم عن يقين بأن : ( لا أمل في إسلامنا السياسي لأننا لم نعد في مستوى سماويته .. وكل من يدعي المرجعية الإسلامية اليوم حزبيا فإنما هو متسلق بالدين سياسيا لا غير: وسيبقى بناء المسلم تربويا وفكريا ثم جسديا ليحيى بسعادة لا ليعيش ضنك المادة هو أول مبتغى لنا كمدرسة ..بل وكل منتهانا ومرمانا: أما بديلنا السياسي عالميا فمهدوي والله تحقيقا لا تنظيرا فقط..).. فكل مهمتنا المساهمة في المحافظة ولو بالنية فقط على إنسانية الإنسان وهي تهوي رويدا نحو البهيمية: ونعني ما نقول:
بل والأدهى من كل هذا :
أن جل هاته الحركات والأحزاب لا زالت تكون وتربي وتعلم نحو أفق مستقبلي أخطر من خطير إن لم تطبب أو تؤطر بكل جدية من حكامنا ومفكرينا وعلمائنا وبمقررات تربوية وتعليمية جادة ..بل ومن كل منابرنا التوعوية والتثقيفية والفنية: المكتوبة والمرئية والمسموعة : وبكل حكمة.
مع وجوب التصدي لكل هجمات الحركات التكفيرية على شعوبنا المسلمة بكل تمييز بين حركات مقاومتنا الشريفة وبين هاته الحركات الإرهابية المشوهة لكل جميل في إسلامنا ...
فلا للإسلام السياسي لأن الرسول صلوات الله عليه قد أكد بأن (أول ما يرفع الحكم بما أنزل الله) . ولن يعود حسب نصوص السنة إلا بخلافة المهدي عليه السلام... بل وهاهي ذي أحزابنا الإسلاموية تعجز على تنزيل كل إدعاءاتها لا لأن الإسلام السياسي غير علمي وغير واقعي : بل لأننا نتعامل معه بعلموية بعيدة عن سماويته : بل والسياسة تنحو بسرعة نحو الإهتمام بالمجالات الإدارية والمادية فقط : ولهذا يبقى كل البديل الإسلامي قابلا للتنزيل مدنيا عدا السعي لسلطة الفقهاء: فكما قال الشعراوي رحمه الله : أتمنى أن يصل الدين لأهل السياسة لا أن يصل أهل الدين للسياسة... (لأن الإسلاميين ينسون التاريخ) كما أكد الحسن الثاني رحمه الله..
لكن هذا لا يلغي تعليمنا للقرآن والسنة بكل كمال ودون نقص,, لأننا ومهما يكن سنبقى كمسلمين (أصحاب رسالة عالمية وإنسانية وحضارية) ومهما تعسرت بعض أحكامها إلا وتيسرت جل أحكامها الأخرى... فلا لاستغلال الإسلام السياسي من أي فصيل فينا, والحكم الإسلامي العلمي وحده المنهج والحكم.
ثم لا للعلمانية إن لم تطبب علمويتها بالعلمية إسلاميا ..
ولا للإسلاموية إن لم تعد بكل حكمة وتدرج لعلمية البديل الإسلامي,,
ولا للتسلف بكل ظلامياته إن لم يومن بكل العلوم الحقة بل ويوقن بأن فقه الحديث أساس أولي ومبدئي أكبر من واجب لنا : لكنه وبكل فروعه وشعبه يبقى علما واحدا فقط من مئات علومنا الإسلامية وفقهياتنا ..
والسلفية العلمية الواعية اليوم بأنها مختصة في الشريعة وفي الفكر الإسلامي بمنهج أهل الحديث فقط: تبقى سماء عليا لفقهائنا ما تركت إدعاء منهجها كمنهج أحد وواحد وفريد لكل الإسلام. وكلما إحترمت مذاهبنا الإسلامية الأخرى بكل أئمتها وأولياءها قدس الله أسرارهم : وكلما ظلت جادة في منهجيتها وإحترمت إختصاصها معترفة بكل إختصاصات غيرها : فلكل مذهب تاريخه وجغرافيته وكذا سلبياته وإيجابياته :
وما لا يؤخذ كله لا يترك كله.
فلا ل:(نعم العلموية) وبكل أشكالها .. ومهما كثر سواد جماهيرها..
ونعم ل: (لا العلمية) وبكل علومها :
ونحن واعون بأنها هذا لن تستسيغه سوى القلة فقط بل وخاصة الخاصة..
ونرجو من الله تعالى أن يكتب أجر المجتهد المخطئ لكل الصادقين والصادقات فينا جميعا ولكل مذاهبنا :.. ويبقى الكمال لله وحده سبحانه:
واللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل با طلا وارزقنا إجتنابه ...
آمين يا رب.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام علىالمرسلين
والحمد لله رب العالمين