الجمعة، 18 أكتوبر 2013

نداؤنا الثامن: هل سيبقى الإنسان إنسانا ؟


باسم الله الخبير الحكيم العليم:
منذ الأزمة التاريخية للإجتهادات الإسلامية  .. وبعض دول الغرب وكذا بعض البلدان الشرقية تأخذ مشعل العلمية والعقلانية والتنوير للرقي بكل الإنسانية ومحاربة كل ألوان الظلاميات : متأثرين بالعديد من مفكري الإسلام .. وقبلهم كل الفلسفات البناءة قبلنا .. والتي محصها بعض مفكري المسلمين تمحيصا ثم هدوها للغرب في طابق من ذهب .. وبعضهم يحاربون رسميا من ساسة عصرهم بل وينفون وللأسف..
لكن حقيقتنا اليوم أخطر وجد جد صادمة .. بل و أخطر من كل هول :
فالعلوم الحقة محكومة بقوانين مادية وطبيعية لا مجال لتحريفها ولا لتزييف مستقبل كل إجتهاداتها .. وليس لنا فيها أي مشكل سواء كنا مسلمين أو غير مسلمين.. لأننا نحسب فيها حتى نسبة الخطإ..
لكن المشكل في مستقبل كل آدابنا الإسلامية وفنوننا وآدابنا العالمية .... 
فهناك حركات جد مشبوهة تزرع ومنذ عقود:( اللاعقلانية واللاقيم) في جل البرامج وجل المناهج التعليمية والتربوية وفي شتى شعب العلوم الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية والحقوقية وكل كليات الآداب وغيرها من الجامعات: وبما فيها الشعب الإسلامية .. وليست كلها بالطبع..
بل وعبر الدعوة اليوم جهارا للتخبط العلمي ونزوات الطبيعة النفسية للإنسان مهما خبثت .. والتي ليست كلها على فطرة حتى عند معظمنا كمسلمين..  فما بال غيرنا؟. ... ثم تسعى بل وسعت منذ قرون لزرع اللافهم في معظم جامعاتنا الإسلامية باسم الأمانة العلمية أوغيرها من الشعارات الماحقة للفهم والعقل المسلم .. 
ولحد كلامنا اليوم عن (الأزمة الفقهية .. وحيرة الفقيه):
والعديد من فقهائنا وسياسيينا يرعون شبابنا وشاباتنا باسم البديل الإسلامي نحو كل بؤر الظلامية : ودون  أدب إسلامي ولا حضارة إسلامية ولا فكر إسلامي ولا عقل ولا تربية علمية : بل وبمواعظ مرتجلة وفضفضات جد شادة من الواجب تحريمها.. ويتجرأ عليها كل من هب ودب ... فكل الشعب لا يحاورها معظم المسلمين إلا الإسلام  فكلنا صرنا به عالمون بل ومفتون...
بل وإما بشعارات سياسية زائفة دون علومها ودون فقهها وفكرها ... وإما بمحاربة (معظم علومنا) باسم العض بالنواجد على السنة وعلى عصر الصحابة .. والكفر بالعديد من علومنا الإسلامية باسم التسنن ... عدا بعض أدمغتنا من علماء وفقهاء السنة المتبحرين حقا وعن علم وفقه متين : والذين تحارب اليوم علومهم جل التيارات الإسلاموية أكثر من حربها على ظلاميتها ...والذين يفقهون جيدا معنى قوله تعالى :
( أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)..؟
فكلما رقى فقهك  كلما رأيت بأن القرآن ذو وجوه .. واقتنعت بأن الصواب والحق أحيانا يتعددان... والتمست الأعذار لكل الأخطاء ما لم تضلل الناس أوتنسف العلم والعقل أو تكدر القلوب وتعقد النفسيات....
فالصحوة الإسلامية عوض أن تمر لليقظة الكاملة صدمتنا بسكتة قلبية كاملة لها أكاديميا وعلميا : ولا لشيء إلا لأنها كانت مبرمجة ومفبركة من أعدى أعدائنا .. بل وكان مبرمج لها حتى لسقوط : وقد أمها عن تخطيط مسبق  عملاء أو جهلة أو ضالون مضلون كما حالنا  والإسلام السياسي  يقصي ولليوم كل العلماء والفقهاء وكل المبدئيين .. ولا يفلح في التسلق به عادة إلا المتلونين وأهل النفاق.. إلا ناذرا.. 
وهكذا بعد أن كنا مغرورين بشعارات : الإسلام هو الحل ... وكلمة الله العليا.. إرتحنا والربيع العربي  يهدينا أغلى ثماره :
 (كشفنا الإسلامويين وهم عراة من كل الفقه وكل الفكر وكل الإقتصاد الإسلامي .. وكل علوم وبديل الإسلام التربوي والعلمي ولا نقول العرفاني )
وكأن الإسلام دين إرتجال للساسة لا ضوابط له ولا علوم...
والحمد لله على هذه الهدية الربانية الكاشفة .. والتي لم يكن يتوقعها من بعض مفكرينا  وسياسيينا حتى الغرب المبرمج لكل هاته الكوارث ... ورغم أن هذا قد بدأ يقوي ثقافات التفتخ والإنحلال (وفقه التحليل) الذي غالبا ما يكون خادعا .. بل وتستغله اليوم بعض القنوات والجمعيات والحركات والأحزاب ليس ضد الإخوان فقط:  بل ضد كل البديل الإسلامي ...
فالحمد لله على كشفنا لكل هذا العري الإسلاموي والتسلفي والعلموي بل والفقهوي...
ولكن  عقلنا الفقهي لا زال  يقاد من أئمة لا يفرقون بين العمل بالشريعة الذي هو كل إختصاصهم عمليا ورسميا .. والفكر الإسلامي الذي دونه لا إجتهاد.... 
بل ولحد قول أحد التسلفيين : (لا فكر في الإسلام..)..
فهناك ميزانيات فوق الخيال طمست وتطمس وستطمس كل العلمية وكل التخليق وليس في مشاريعنا الإسلامية فقط ... بل بكل البرامج المقبلة وبجل الفنون وعبر كل القنوات المتاحة سرا وجهرا..
فالقرآن لن يحرف... لكننا بدأنا نعيش مرحلة تحريف الفكر الإسلامي : ووأد العقل المسلم .. بل  والعديد من الكتب اليوم التي نقرأها (باسم الله الرحمان الرحيم) لا علاقة لها بمبادئنا الإسلامية إلا تضليلا.. وإما ضلالا..
بل وهناك تيارات سياسية كبرى تدعو باسم العلمانية لفصل الدين :ليس على السياسة فقط كما يفرض واقعنا وكما صرنا نوقن بعد صدمتنا  بالإسلام السياسي وهو يستغل نفاقا .. وبعد أن صار غنيمة لكل متسلق.. بل يدعو اليوم بعض العلمانويين للفصل التام بين المسلمين والعقل الإسلامي وكل الثقافة والتربية الحضارية : ليبقى كل الإسلام فقط حلال وحرام وشرع غير كامل حتى لفرائض الشريعة ... وهنا كل الخطر..
وكل القضية : أن ساسة العالم والحكومات الخفية لم تعد ولم تبق العلمية ولا العقلانية في صالحها : لأن هذا يعني الدعوة وبكل العلوم (وبما فيها العلوم  الحقة) للعلمية القرآنية والقيم السنية معا.. كما حالهم اليوم وهم يدعون مكرهين لإقتصادنا الإسلامي كحل لأزمة كل التنظير العالمي إقتصاديا ... بل وربما سيستغلونه ليحرفوه كما بدأوا يحرفون بأهوائهم العديد من مناهجهم ويحاربون علميتهم بكل علموية.....
ولهذا نجزم : 
بأن العقل الغربي قد أدى وظيفته كاملة في الرقي بكل الإنسانية وبالعديد من إجتهاداتنا الإسلامية الفكرية والقرآنية والسنية بل وحتى الشيعية كأساس :
 لكن هاهو ذا بوش الإبن يصرح جهارا بقوله :( إنقضى زمن الإيديولوجيات ...) ..
بل وجل كتب الفكر الحديثة تدعو للاعقل واللاقيم ...
ولحد الدعوة لديانة إنسانية مبتكرة وشاملة .. يعبد الإنسان عبرها ما يشاء من أهواء..
 وبمحاربة شيطانية لكل الديانات الحصرية : وعلى رأسها الإسلام..

ولهذا تزداد مهمتنا كمسلمين خطرا وخطورة :
فإما تدخل العقل الإسلامي بكل علمية وببرامج تجديدية مهما تكن لغتها التربوية والفنية لإنقاد إنسانيتنا حاضرا ومستقبلا وبتفتح على كل ما حق من علوم وما ينفع حقا من مناهج ... ولو نسبيا ..:
وإما فلا عقل ولا قيم للإنسان مستقبلا إلا ماليا وماديا .. وسيصير كل إله المستقبل (واقعنا المشيطن) من زمان... وسيظل واقعنا كما حالنا يملي عنا كل عباداتنا كما بدأنا وللأسف..
فإما إنقاد المسلمين للعلمية والتخليق بكل علوم الإسلام المومن بكل حق وكل خير وكل ما هو حقا علميا ونافعا ...
وإلا (فلا أنسنة للإنسان مستقبلا) .. 
بل وها نحن نرى اليوم عيانا توحش العديد من فنوننا ومعاملاتنا .. 
وتوحش العديد من الجماعات الضالة بل والمغضوب عليها.. 
وباسم حضارة التفحش ورقي البهيمية.. صار كل ماديينا يتفكهون ...
بل ونرى وللأسف معظم المسلمين شكلا بعيدين كل البعد وأقولها بكل جرأة على(إنسانية الإسلام)... والتي تعني عقلا واعيا..وقلبا سموحا بل وفقيها : ففقه المومن في قلبه لا لسانه فقط .. وروحا شفافة .. ثم يدا قوية عند الحاجة وبكل أخلاق وأدب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... وكل شروط الجهاد الإسلامي..
...... وعلى هذه المقدمة تنسال بل وتزلزل كل برامجنا كل الإشكالات وكل الإشكاليات وكل المشاكل...
ولهذا نجزم بأن الله تعالى قد قال عن اليهود:
 ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يجمل أسفارا )
فما بالك بمن حمل القرآن وهو الكتاب  الأعظم..؟
فالخطب عسير.. بل وصعب جدا .. وخصوصا على مفكرينا ثم أي مسؤول ..:
فهذا الإنسان الذي أسجد الله له ملائكته الكرام عليهم السلام  ..
وكرمه سبحانه وتعالى بكل الكمال الإنساني ... :
صار يتخلى على كل سموه وسماويته وادارك باسم الرقي المادي يقتل فينا وفيه وفي كل المستقبل كل المعنويات .. فالهمم دنية .. وكل الهم عيش ومتعة ... فأين الإنسان ؟
 بل وهاهو يتدنى وهو المخلوق المكرم بدنيا لا تساوي كلها عند الله جناح بعوضة ....
ولهذا نقول حذاري :
 إن الله عرفانيا جد جد جد جد خطير .. ولله المثل الأعلى .. 
بل وأخطر من كل ما نتصور ...
بل وهذا الرسول رغم عصمته صلوات الله عليه وهو العارف الأول بالله يقول : 
(إني لأخوفكم لله ...)
ثم يقول : (لا أدري ما يفعل بي ولا بكم ؟....)
فحذاري إن الفقهاء والعلماء وكل العارفين بالله ليسوا رسلا .. لكنهم رساليين :
 ومهمتهم تبليغ الرسالة كاملة وبكل إخلاص ..
وللمسؤولين فقط التدرج جهد المستطاع لكل الأنسنة إن صلحت لله النيات....
وإلا فلا أنسنة ... وحتما سيتوحش أحفاد أحفاد أحفادنا إن لم يتوحش أحفادنا ..
فالقيم والعلمية وكل الأنسنة تستنجد بك يا إسلام ..
 بل وبكل علمية ..ومن أي عقل لفظت .. 
غفرانك اللهم..
وهذه مسوداتنا الأولى في هذالإشكال وفي هذا الحل .... والله أعلم:
مسودات السلام الإسلامي/الإنساني لكل أهل الفكر:  
وصل اللهم على النبي محمد وآله والصحب...

الأحد، 13 أكتوبر 2013

نداؤنا السابع:من كوارثنا كمسلمين: 1: أسلوب حياتنا ؟؟

باسم الله الرحمان الرحيم. العليم الحكيم. الملك الحق المبين.
ذي الأسماء الحسنى.
والصفات العلى.
السبوح المتعال.
والصلاة والسلام على نبينا الحكيم وعلى آله والصحب.
لا يشك عاقل في أن إسلامنا الحنيف أسلوب حياة كامل وشامل ..ويدعو للتفتح على كل ما هو حق وخير وأخلاقي.. بل وكل ما هو مبدئي ومثالي في كل الحضارات الغابرة وكذا القائمة بل والمقبلة: كما أنه منهج كاف لتحقيق كل سعادة ورقي الشخص المسلم ليحيى حياة زكية ملأها الطمأنينة والسكون وكل ألوان الهناء :
ومهما تكن الظروف : 
لكن: أينطبق هذا علينا كمسلمين ؟:
وهل نحقق كمسلمين ولو نصف توازناتنا الفردية بالإسلام؟
ستتفاوت الأجوبة على هذا السؤال :
 لأن هناك قلة ولله الحمد تجسد بإحسان علاقتها بالله تعالى : وتعرف كل معاني السعادة بمحبة الله تعالى والإلتزام بأسس وآفاق دينه الخاتم...
لكن هناك وعكس هؤلاء سواد عظيم منا : لا يعرف لا معنى السعادة بالله ولا الإلتزام التربوي والعلمي بإسلامنا ...:
الأمر الذي فرق الأمة إلى:
1) أدعياء للسنة النبوية الشريفة : والذين يبدو لهم ولفقهائهم بأن الدين أوامر ونواهي فقط وإلتزام صارم بالشريعة في فهمها الظاهر, وبجهل تام من سوادهم بأن كل علم حق وكل خلق كريم وكل حكمة ثابته إنما هي إسلام مهما يكن مصدرها : فغلقوا منهاجهم  عن كل علوم العصر: بل وإنغلقوا أيضا وباسم التسنن وللأسف على جل العلوم الإسلامية : غارقين في فرعيات علوم الحديث بدعوى أنها الأساس والأفق لكل العلوم الإسلامية وهذه هي كبيرتهم,, ..
وهذا المنهاج سيبقى مفيدا في دراسة فقه الحديث لا كل الإسلام رغم ضيق فكر العديد من فقهائه .. فكيف بأتباعهم؟:
 فبكل أسف يظن معظم فقهاء وعلماء هذا التيار السني الظاهري والمنغلق على فقه الحديث وعلى التفسير اللغوي للقرآن الكريم بأنهم هم النمودج الحق للإسلام : لحد تسفيه وتبديع بل ومضادة وحرب كل من لا يماثلهم المنهج من المسلمين : ليزرعوا الفرقة في الأمة بين سني من جهة وبين ضال وربما كافر لكل من لم يسعه مذهبهم...
 وهذا المنهاج وللأسف ولد ولا يزال يولد كل ألوان التخلف الفكري والتطرف الإسلاموي والتسلفي والعلموي الذي لم يصدمنا فقط في فقه التعبد فقط :بل صدمنا أكثر ونحن نكتشف رضى كل أعداء الإسلام عنه وعن نجاحه السياسي لأنه وبكل صدق صار قنبلة موقوتة لهدم أي كيان لنا ..ومتى شاء سماسرة العالم .. بل وهذا التيارما فتئ يهمش إن لم نقل يحارب كل أدبنا وحضارتنا وكل تراكماتنا الثراتية كعرب بل وكذلك كل الحضارة الإسلامية وبشتى علومها وفقهياتها وفنونها وآدابها :
فالإسلام عند جلهم : قال الرسول صلوات الله عليه في الحديث الصحيح لا غير : مما أغلق ولا يزال يغلق كل أبواب التجديد والإجتهاد بل ولا زال يستحمر ويبلد كل السدج : ويسجنهم في ألبسة الجزيرة العربية زمن البعثة الشريفة بدعوى أنها لباس الرسول صلوات الله عليه بل واللباس الشرعي إسلاميا, وبالرغم من هذه المغالطة يبقى كل هذا جميلا كبداية لو لم يدعوا إجتماعيا وسياسيا بأنهم النمودج : مما جعل المسلمين الجدد (والمبتدئين عامة في المعرفة الإسلامية) : لا يرون في هذا الفقه الأولي  سوى الإسلام كله ,, وخصوصا وأن جل فقهائه يرددون دوما بأن كل ما سوى فهمهم: بدعة وضلالات بل وكفر:
وليصير أسلوب حياتهم الرجعي والماضوي هذا هو أسلوب الحياة الإسلامية الشامل وللأسف: بل ولتصير حياتهم الأعرابية هاته هي الأسلوب السني الإسلامي الواحد الأوحد:  بينما الحقيقة تسمو بل وتتعالى على كل هذا الضيق...
فأسلوب حياتنا كمسلمين ينبني على القرآن كله سنيا وبعده 15 قرنا من التجديد في شتى العلوم والفنون والآداب : فأسلوب حياتنا جد حضاري بل وأعظم من راقي : لأنه يبني المسلم عقليا وقلبيا وروحيا وبدنيا وبكل علمية وجمالية :ثم ينظم كل علاقاته بكل حكمة وبكل تفتح على كل ما هو حقا (حضاري وعلمي وأخلاقي) :
فالإسلام ليس محصورا في القرآن الكريم والسنة النبوية إلا كأساسين يحملان بحورا لا تعد من الآداب والمعارف:
ولذا وبكل إيجاز :
إن الإسلام أسلوب حياة يبني الإنسان أولا ليحقق كل توازناته وفي شتى المجالات .. وبكل ما حق من علوم وآداب وفنون بل وكل ما هو بناء : ومهما يكن مصدره..
ولهذا نرى بجلاء بأن حياة جل المدعين للسنة  تنبني على المسجد والأكل والشرب والنوم والعمل وبرفض تام لكل ما هو جديد وحضاري لحد تحريمهم لما أحل الله تعالى ..., مما جعل العديد من العقلاء لا يصنف الصادقين منهم إلا في دائرة التدين البسيط والجزئي بل والإبتدائي لا غير...ومهما إدعوا أنهم المثل الأعلى عن جهل أو تكبر.
2) لكن هناك والحمد لله تعالى ثلة من علماء وفقهاء الوسطية والإعتدال الذين لا زالوا يقدمون أنموذجا عاليا وجد راقي في شتى علومنا الإسلامية وبمناهج جد حكيمة ومحكمة:
 ففقهنا السني الوسطي منظم وبإمتياز لكن الكارثة الكبرى في فكرنا : فجل فقهائنا الملتزمين ليس لهم وللأسف عقل إسلامي حكيم ..ويعانون اليوم من نقص كبير في الوعي بالفكر العالمي المهيمن اليوم على كل العقل الأرضي بتلاوينه بل وكل تياراته :
لذا فلا مستقبل لنا إلا بتنظيم فكرنا الإسلامي وتأهيل مفكرين في مستوى كل التحديات القادمة : إذ هناك العديد من الفتاوى التي صار الفقهاء يرتجلون فيها بكل بلادة ويعطون رأيهم البسيط فيها في الوقت الذي تحتاج فيه لدراسات أكاديمية جادة ومعمقة لا يسعها الفقه بل وإختصاصها فكرنا الإسلامي لأنها إشكالات فكرية لا فقهية :
لذا ولنقدم حقا أسلوب حياة إسلامي : لا بد من توأمة جادة بين فقهنا المنظم بحكمة وفكرنا المشتت : فالمسلم اليوم ومسلم المستقبل سيتيهان دون بناء فكري جاد وهادف يطرح أسلوب حياتنا الإسلامية كبلسم سعادة لا كقيود عبادة كما يفقه العديد منا ..وبما فيهم جل علمائنا البارزين.
3) ولتبقى الفئة المستلبة فكريا وحضاريا منا هي بئر كل هاته الإشكاليات: فالطبقة المثقفة والواعية بل والذكية فينا والمتفتحة على كل العلوم والمعارف والمستجدات والتي هي المحرك الأساسي لمجتمعاتنا : ما زالت محتارة وتائهة :إذ ترى في أسلوب الحياة الغربية الأدب والعلمية والصدق والفرح والتوازن الغرائزي بل وحتى المثل والقيم والمبادئ الإنسانية في أعلى فلسفاتها ... في حين لا ترى سوى الأمر والنهي وصرامة الإلتزام بالعبادات في سلوك مدعي السنة.. بل وفي جل دروسنا الفقهية .. بل ويلاحظ هؤلاء وبكل عقلانية الإرتباك المنطقي في خطابات العديد من فقهائنا المشهورين : ليرفضوا الإسلام كله بسبب ضعف العديد من فقهائنا أولا :غير واعين بأن إستلابهم الفكري هذا لا يعالجه سوى البناء العقلي الرزين (بفكرنا الإسلامي المعاصر المهمش وللأسف) لا فقهنا فقط:
 بل وحين ندرس فكرنا الإسلامي (وهذه كارثة رسمية) لا ندرس سوى إختلافات الفرق الكلامية في صدر الإسلام : وكأن العقل الإسلامي جمد منذ قرون وقرون : وهذا في زمن تكاد تنهد مكتباتنا فيه بمشاريع فكرية إسلامية عظيمة لكن مقبورة  وللأسف ... 
والحل بسيط:
1)التوعية بأن أسلوب حياتنا كمسلمين ليس أعرابيا كما يروج كل التسلفيين الماضويين والرجعيين ولا أقول السلفيين بحق فلا سلفية دون خلفية : لأن خلفيي اليوم هم من سيرجع مستقبلا سلف الخلف.. وهكذا : إذ السلفية الحقة أصيلة ومعاصرة ومهما نكر هذا مدعوها...
2) الوعي  بأن أسلوبنا كمسلمين في الحياة مبني على: كل القرآن الكريم ككنز فياض بكل العلوم والآداب والمعارف والفنون وإجابات جد مثالية في كل مستجدات الحياة.
وهو إمام السنة  لا مأمومها كما يدعي العديد من فقهائنا .. 
3)أن الحديث النبوي الشريف لا يغني على الإجتهاد في القرآن الكريم والعمل المباشر به .. وكذا الإجتهاد في السنة نفسها حسب مستجدات العلوم والمعارف.
4)أن القرآن الكريم والسنة الشريفة أساسان لا هيكلان جامدان لفقهنا وفكرنا كمسلمين : إذ يدعوان وكليهما جهارا للتفكر في كل الكون والتدبر في كل المعارف.. والآية القرآنية تعني (الإشارة والعلامة القرآنية:لغويا) : مما يعني أن الله تعالى وضع لنا في القرآن إشارات أولى ومعالم نحو رحابه سبحانه وفسيح هداه عملا وذوقا وسلوكا .. ثم أحل لنا الجدية في التجديد دوما وفي الإجتهاد حسب مستجدات كل عصر.
مما يعني أن أسلوب الحياة الإسلامية منهج سعادة تامة ويتخلص في:
1) بناء العقل المسلم بناء حكيما (وأسمى السعادات سعادة الحكماء)لعلنا نكون في مستوى العصر والمستقبل كما ربينا وعلمنا العالم لقرون.
2) بناء القلب المومن ليحافظ على صفائه .
3) تربية الروح لتبقى دوما سماوية الهمة.
4) تقوية الجسد لينعم بكل الصحة والقوة.
5) التمتع بنعمة الحياة وبكل غرائزنا كبشر في نطاق الحلال :
 إذ كل ما في الحياة حلال إلا ما قل : فنسبة المحرم أمام المحلل إسلاميا لا تفوق واحدا في المائة.
6) ثم الرقي بحسنا الإنساني بكل جمالية ..
فـأين هذا من مسلم صارت سعادته مأكل ومشرب وفراش وكنز مال ولهف وراء الماديات وسعي للارتياح لا الراحة؟ .. بل وسعي وراء فرح هستيري لا سعادة فيه.؟؟
ثم أين هذا في حياة مسلم رجعي لا ينمي له عقلا ولا يصفي له قلبا بل ويحرم كل الجماليات مهما صفت:رافضا لكل الحياة وكل الحضارة بما فيها حضارته بدعوى التسنن؟ :
وليعيش حياة الأكل والشرب والنوم وكل ضنك العبادات الشكلية والسطحية .. ضالا عن العديد من العلوم القرآنية والفقهيات السنية بدعوى التأسي بالصحابة الكرام رضي الله عنهم ؟..وقد صم عقله وعطل قلبه ليعيش عيش الغرائز الضيقة والعبادات الجسدية المشددة وكل ألوان التحجر : لحد الشرود الحضاري كما نرى وللأسف......
وهذه فقط رؤوس أقلام لإشكاليتنا هاته عن: أسلوب حياتنا الإسلامي كمسلمين:
فلتحقق سعادتك بالله فكرا وقلبا وروحا وبكل علمية وجمالية وعلو همة ..
وبكل حضارة ويقظة.. 
بل وبكل أصالة ومعاصرة:
وإقرأ باسم ربك الذي خلق: القرآن سنيا وبنية العمل : لتبني إسلاميا عقلك وقلبك وروحك وكل شخصيتك (مدى الحياة) وبكل ما حق من علوم ومعارف وآداب وكل ما حل من فنون : وإلا فإن أسلوب حياتك ومهما إدعيت التمدن أو غرقت في التسلف سيبقى بعيدا عن سماوات الحياة الإسلامية  .. ولن تكون لك إلا حياة الضنك والتعاسة والشقاء مهما زيفتها بفرح السكر ونسيان القلب والعقل والروح والدين.: (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). فاقمع كل شهوات حرامك بكل عزم تسعد وتتحرر من كل هاته التكاثرات الدنيوية التي أسكرتك يا مسرفا في الملذات..
ثم لتتدبر يا متسلف ويا إسلاموي قوله تعالى:
( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق..) ...................
..................................
فلا تفريط يا متشدد ولا إفراط يا مسرف.
وهذا أساس لعامة المسلمين..
بينما هناك إستثناء عن كل هذا عند أهل السلوك الروحي ومدارس الزهد وجهابدة فقه الإحسان : والذين تبقى مناهجهم للخاصة بل ولخاصة الخاصة : وليست لكل المسلمين  : ولكل قاعدة إستثناء.  
لكن ورغم كل هذا الإختلاف الفكري والتربوي فلا لخلاف القلوب والمواقف لحد الفرقة بل والفتن الكبرى  : فكلنا مسلمون ولكل منا حسناته وسيئاته : ولله وحده الكمال:
 فلا للفرقة بيننا مهما تخالفنا علميا وفكريا وتربويا :
والوحدة وحدة قلوب وأعمال أما الإجتهادات  فيبقى توحيدها سراب..
 ولكن التقويم والتناصح واجبان بل وفرضا كفاية: إن لم يقم به البعض منا أثمنا جميعا...
واللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه.    
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام علىالمرسلين
 والحمد لله رب العالمين

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

النداء السادس: العلموية كخديعة علمانية وكخيانة إسلامية:

باسم الله الرحمان الرحيم. العليم الحكيم. الملك الحق المبين.
ذي الأسماء الحسنى.
والصفات العلى.
السبوح المتعال.
والصلاة والسلام على نبينا الحكيم وعلى آله والصحب.

نعني بالإسلاموية : إدعاء المذهبية الإسلامية سياسيا أو جمعويا أو حركيا أو دعويا دون وعي علمي ولا تربوي حكيم بها ...ودون عمل تدريجي  لتنزيل  كل علومها وفقهياتها وآدابها وإقتصادها وكل شريعتها :........
وطبعا بعد خلق كل ظروفها...
ونعني بالتسلفية إدعاء السلفية الشكلية وفهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم: بجهل تام بالرؤى الصحابية المتنوعة مناهجها ..وبكل تاريخنا وحضارتنا بل وكل علومنا الإسلامية التراثية والمستجدة// وكذا مضاهاة وتبديع كل تجديدنا الإسلامي: وباسم فقه الحديث وللأسف : والذي ما هو سوى أساس واحد من أسس إسلامنا بكل فقهياته وعلومه وآدابه المترامية الآفاق. 
مما ألصق ولا يزال يلصق الماضوية والرجعية والتكفير وكل ألوان التطرف وكل أنواع الظلاميات بل وكل جهالات التقليد الأعمى: بالمنهج السني لرسول الله صلوات عليه ...:المتعالي عن كل هاته الترهات  .................................................. ...........................................................
وبعد كل هذا :
 نعني بالعلموية : إدعاء العلمية دون بحث علمي ..ودون منهجية منطقية وفقهية جادة ,, بل وإصدار أفكار ومواقف غير علمية باسم الفقه أو أي علم من العلوم..
أو بدعوى الواقعية في أية سياسة علمانية كانت أم إسلامية..............
ومن كل هذه المقدمة :
 سيبدو لحضراتكم وبجلاء مدى إنزلاق العديد من علمانويينا وكذا إسلامويينا بل والعديد من دعاتنا المشهورين ومفكرينا : للافكر واللاعلمية بل وللإرتجال السياسي والتحريف المبين لمذهبيتنا الإسلامية : لحد إتهامنا الصريح لهم  (بالخداع العلماني أوبالخيانة الإسلامية): وعن تحقيق نظري وعملي وتتبع ميداني عميق:
فالعلمانية بشرحها البسيط هي فصل الدين عن الدولة علميا بعد مناهضة منظريها للاعقل وللا منطق اللذان كانت تفرضهما المسيحية وكذا اليهودية على الغرب وبسياسات كهنوتية رسمية مساندة لكل التصوفيات  كديانات حقة لا عقل فيها ..
ثم الدعوة لإستعمال العقل والمنطق العلمي في كل شيء عدا الدين   ................... .............................................. 
لكن تعميم هذا الحكم المرتبط بديانات الغرب المحرفة وتصوفاتها الإبليسية على الإسلام حكم باطل :
فالإسلام ليس هو رهبانية النصارى ولا تصوفيات اليهود..ولا ديانات غيرهم:
 الأمر الذي يعلمه العديد من ساسة الغرب بدقة .. بل ومنذ قرون :
 إلا أنهم لا زالوا يصرون على تعليم شعوبهم بأن لا عقل للإسلام .. وبأنه دين كسائر الديانات الأرضية الوثنية بظنهم... ومهما إعترفوا لباقة أمامنا بسماويته  : ...........................................................
 ومما يزيد كل هذا خطورة وإستفحالا: تأكيد كل هذا الإدعاء سياسيا وإجتماعيا بل ودعويا : وذلك من ممارسات العديد من حركاتنا التسلفية المعاصرة وأحزابنا الإسلاموية وكذا جل الحركات المقاتلة بدعوى جهادنا الإسلامي والعديد من زوايانا:
وذلك عبر دعوتها اليوم  للمنهج السني بفقه الحديث فقط.. وكذا إيمانها الباطل: بعفوية الرأي المصلح ..وبالإرتجال السياسي إسلاميا : أو الإنحراف التام للعديد من زوايانا على منهج أوليائها المؤسسين قدس الله أسرارهم.
 بل  وبعدم الدعوة حتى للعمل بالقرآن علميا بدعوى التسنن بالنبي صلوات ربنا عليه والصحابة رضي الله عنهم  وعلى منهج أهل الحديث لا غير : من جل الإسلامويين والتسلفيين,,,,,..
بينما المنهج السني لا يقوم إسلاميا:  إلا على القرآن الكريم أولا كإمام.. فالسنة الشريفة ,,,ثم كل علوم الكون الحقة وكل ما حق من علوم ومعارف : كتوابع بل وكواجبات:
إذ العديد من آيات القرآن تدعوا للعمل بالقرآن الكريم سنيا ثم للتفكر في كل شيء وفي كل العلوم .. وكذا للتدبر بعد كتاب الله المسطور في كتابه المنظور: والمتجلي أولا في كل الكون : مما يضفي على المنهج الإسلامي : كل أوصاف العلمية المبدئية بل والمثالية العرفانية تربية وتكوينا لمن سمى بذوقه نحو فقه الإحسان :
 إذ كل ما هو خير وحق وعلمي وأخلاقي ومبدئي ومثالي...: فهو إسلامي ..
لكن الكمال في كل هذا لا يكون سوى بالعمل بكل الإسلام  ودون تبسيط  ولا تجزيء  .....
فباسم العلمية يزيف اليوم الغرب كل العلوم الإنسانية لأنها لم تعد تخدم مصالحه: بل وبدأت دعواته ومنذ سنين عدة : للا عقل وللا منطق فنيا وتربويا وسياسيا : وبكل علموية وتزييف ماكر وخداع في تدريسه ودراسته وخصوصا للإسلام بل وكل العلوم التي لم تعد تلبي بواطله:
ولهذا فإن العلمانية ليست هي العلمية كما يحاول البعض إقناعنا.
فعلمنة الموضوع والرأي والقرار تعني إلباسه ثوب العلم بكل دهاء ..ولو بنسقيات علموية ماكرة وواهية أومناهج براقة خادعة , عكس العلمية التي تعني عقلنة القرار والموضوع وكل معلومة.. وبمناهج حقا علمية وحقة وتبدوا نتائجها عادة كمسلمات..
فباسم العلمانية العلمية أقبر الغرب أي قرار غير علمي في نهضاته : لكنه اليوم يتنكر لعلميته هاته سياسيا وفنيا وتربويا ثم دينيا : لأن تتبيثها بكل بساطة  لا يعني سوى تثبيت علمية القرآن والسنة بكل فقهياتهما ..وكذا أحقية كل علومنا كمسلمين في كل مجالات الحياة : بل ولا يعني سوى إقبارا تاما لسيطرته السياسوية والعلموية على العقل العالمي الذي سيزداد نضجه مستقبلا وسيصير من السهل على كل مفكريه الجادين إكتشاف كل هذا الزيف العلمانوي والعلموي والسياسوي/ الإبليسي الصهيوماسوني بجلاء بل وبكل ألمعية.. الأمر الذي سيستعصي على الغرب مقاومته على المدى الأبعد: ولهذا يحاول ومنذ عقود: الدعوة للعلموية في كل المجالات: بمعنى إستعمال العلم والدين كأدوات مصالح لا كوسائل  لإثبات الحقائق كما كما هي في طبيعتهما.
خصوصا وكل علميتهم الحقة اليوم  تؤكد عقلانيا وبكل منطق مذهبيتنا الإسلامية :
 وليس كبديل علمي وحضاري فقط ..  بل : وكعيون رقراقة بكل معاني الخير والحق والقيم والمثل والمبادئ والفضائل والعلوم بل وكل سماوات السمو الإنساني ,, 
عكس العلمنة التي باتت تسرع اليوم وبكل تشنج: نحو الكفر بعلميتها .... لأن المذهبية العلمية لا تعني عمليا سوى إنقاد كل الإنسانية من أنياب حكومة العالم الخفية...
 ولهذا صار إستغلال جهلنا بالدين من أعتى أسلحة ساسة صهيون .. بل ولحد تأكيد العديد من باحثينا على أن جل الحركات والجماعات والأحزاب الإسلاموية والتسلفية المناهضة عمليا للإسلام العلمي والتربوي الحق من وحيهم.. بل ولم تكن لتسطع لولا مباركاتهم وكرم دعمهم لها على كل الواجهات وفي شتى المجالات.
فهل يفهم كل هذا :تسلفيونا وإسلامويونا والعديد من علمانويينا وعلمويينا الذين لا زالوا يحاربون بقصد أو دون قصد إسلامنا العلمي والتربوي  وبثقة عمياء في فقهاء الشوارع وسياسيي الظلام وكل جهالات العصابات الإنقلابية  بل وكل زعماء الهدم الحضاري لأمتنا  ؟
فببروتوكولات جاهزة ومنذ قرون جن عقلنا الفقهي بل وإعتلاه أئمة يرفعون (الحديث والقرآن) كشعارين مغريين فقط لا كأساسين أولين لكل علومنا وفقهياتنا وحضاراتنا بل وكل رقينا الماضي والمقبل ..
وجن عقلنا الإسلامي برمته منذ بدأت تحارب علمويته العلمية العلمانية.. بل ولحد دعوته لعلموية علمانوية مركزة على معاش العيش: لا على سعادة الحياة كما إسلامنا:  ... 
فالإسلامويون والتسلفيون والعلمانويون والعلمويون حاربوا ولا زالوا يحاربون (وعن حسن نية من بعضهم) كل علميتنا  كمسلمين:
فناهض التسلفيون والإسلامويون  كل الفن العربي وكل الأدب العربي فكل التجديد العربي الإسلامي.. ثم كل الحضارة العربية وبكل تراكماتها  التاريخية ..ثم بعدها العديد من الفنون والعلوم الإسلامية : ليزرعوا قطيعة الماسون المسمومة  بيننا وبين كل قيم وسماوات حضارتنا  ومنذ عشرات السنين وللأسف:
وها قد بدت ثمارها المسمومة تنضج بكوارث لم يتخيلها حتى إبليس في سكراته ...
وليبدو كل تاريخنا العربي والإسلامي اليوم وكأنه تاريخ باطل بل وبهتان : كما أكد ولا زال يؤكد العديد من المنادين اليوم بهدم أو على الأقل : تهمشيش كل فقهياتنا الإصلاحية .. وإسكات كل نداءاتنا  للرقي والإزدهار والنمو (وبكل الإسلام كأسلوب حياة كامل وشامل)  سيدرج بالإنسانية كلها نحو سماوات السعادة والرخاء والسمو حاضرا ومستقبلا بل ومصيرا ........
لكن وللأسف: لا يزال العديد من المسلمين قبل الأعداء: يناهضون كل ماهو راقي وسامي وعقلي في حياة المسلم :كإنسان منتج لكل الجمال والكمال في بعده الديني ..
 فالمسلم ليس ولم ولن يصير جمادا متصلبا بموقفه: دون  روح ولا عقل ولا قلب.. بل ولا جوهر: كما يدعوا كل فقهاء النقل الكافرين بالعقل. وكذا المرتجلون سياسويا  بالرأي والإصلاح العشوائي دون بينة ولا علمية ولا مشاريع إسلامية ثابتة في مبادئها وجاهزة مرنة بل وقابلة للتعديل في برامجها الإصلاحية وبكل تدرج وحسب المستجدات : فأي إصلاح لا يسعد المسلمين وبعدهم كل الإنسانية فهو غير إسلامي : 
فهدم سياسويونا وكل محترفي إسلامويتنا وتسلفنا بل ولا زالوا يهدمون بكل هذا كل جمالياتنا بل وكل حضارتنا كمسلمين :وبشعارات : الحاكمية لله : ثم كل مستنداتها  : فباسم الإسلام يباد الإسلام ..وبشعار أمتنا تنسف بل ونسفت كل أمتنا وللأسف:.......
........................
 وما أن وصلت هاته الأحزاب الإسلاموية للحكم حتى بان الزيف وهي  تتنكر لإسلاميتها بكل إرتجال وبكل عشوائية بل وجنون سياسي .. بل وبكل تنصل من الإسلام السياسي وكل مذهبيتنا الإسلامية .. وبالواضح والمرموز ..بل وبالمباشر: بدت أيادي صهيون (التي كانت خفية) وهي تساند جهارا وبكل ديبلوماسية العصا والجزر :كل ما هو علموي وإسلاموي وسياسوي وعلمانوي أو تسلفي فينا ..
بل ولتقيم الحروب لإنجاح إسلامويينا هؤلاء والإصرار على إستغلالهم كقنابل تفرقة للأمة ثم إسقاطهم كلما إنتهي وقت الإستعمال :
لنجزم عن يقين بأن : ( لا أمل في إسلامنا السياسي لأننا لم نعد في مستوى سماويته .. وكل من يدعي المرجعية الإسلامية اليوم حزبيا فإنما هو متسلق بالدين سياسيا لا غير: وسيبقى بناء المسلم تربويا وفكريا ثم جسديا ليحيى بسعادة لا ليعيش ضنك المادة هو أول مبتغى لنا كمدرسة ..بل وكل منتهانا ومرمانا: أما بديلنا السياسي عالميا فمهدوي والله تحقيقا لا تنظيرا فقط..).. فكل مهمتنا المساهمة في المحافظة ولو بالنية فقط على إنسانية الإنسان وهي تهوي رويدا نحو البهيمية: ونعني ما نقول: 
بل والأدهى من كل هذا :
أن جل هاته الحركات والأحزاب لا زالت تكون وتربي وتعلم نحو أفق مستقبلي أخطر من خطير إن لم تطبب أو تؤطر بكل جدية من حكامنا ومفكرينا وعلمائنا وبمقررات تربوية وتعليمية جادة ..بل ومن كل منابرنا التوعوية والتثقيفية والفنية: المكتوبة والمرئية والمسموعة : وبكل حكمة.
مع وجوب التصدي لكل هجمات الحركات التكفيرية على شعوبنا المسلمة بكل تمييز بين حركات مقاومتنا الشريفة وبين هاته الحركات الإرهابية المشوهة لكل جميل في إسلامنا ...
فلا للإسلام السياسي لأن الرسول صلوات الله عليه قد أكد بأن (أول ما يرفع الحكم بما أنزل الله) . ولن يعود حسب نصوص السنة إلا بخلافة المهدي عليه السلام... بل وهاهي ذي أحزابنا الإسلاموية تعجز على تنزيل كل إدعاءاتها لا لأن الإسلام السياسي غير علمي وغير واقعي : بل لأننا نتعامل معه بعلموية بعيدة عن سماويته : بل والسياسة تنحو بسرعة  نحو الإهتمام  بالمجالات الإدارية والمادية فقط : ولهذا يبقى كل البديل الإسلامي قابلا للتنزيل مدنيا عدا السعي لسلطة الفقهاء: فكما قال الشعراوي رحمه الله : أتمنى أن يصل الدين لأهل السياسة لا أن يصل أهل الدين للسياسة... (لأن الإسلاميين ينسون التاريخ) كما أكد الحسن الثاني رحمه الله..
لكن هذا لا يلغي تعليمنا للقرآن والسنة بكل كمال ودون نقص,, لأننا ومهما يكن سنبقى كمسلمين (أصحاب رسالة عالمية وإنسانية وحضارية) ومهما تعسرت بعض أحكامها إلا وتيسرت جل أحكامها الأخرى... فلا لاستغلال الإسلام السياسي من أي فصيل فينا, والحكم الإسلامي العلمي وحده المنهج والحكم.
ثم لا للعلمانية إن لم تطبب علمويتها بالعلمية إسلاميا ..
ولا للإسلاموية إن لم تعد بكل حكمة وتدرج لعلمية البديل الإسلامي,,
ولا للتسلف بكل ظلامياته إن لم يومن بكل العلوم الحقة بل ويوقن بأن فقه الحديث أساس أولي ومبدئي أكبر من واجب  لنا : لكنه وبكل فروعه وشعبه يبقى علما واحدا فقط من مئات علومنا الإسلامية وفقهياتنا ..
والسلفية العلمية الواعية اليوم بأنها مختصة في الشريعة وفي الفكر الإسلامي بمنهج أهل الحديث فقط: تبقى سماء عليا لفقهائنا ما تركت إدعاء منهجها كمنهج أحد وواحد وفريد لكل الإسلام. وكلما إحترمت مذاهبنا الإسلامية الأخرى بكل أئمتها وأولياءها قدس الله أسرارهم : وكلما ظلت جادة في منهجيتها وإحترمت إختصاصها معترفة بكل إختصاصات غيرها : فلكل مذهب تاريخه وجغرافيته وكذا سلبياته وإيجابياته :
وما لا يؤخذ كله لا يترك كله.
فلا ل:(نعم العلموية) وبكل أشكالها .. ومهما كثر سواد جماهيرها..
ونعم ل: (لا العلمية) وبكل علومها :
ونحن واعون بأنها هذا لن تستسيغه سوى القلة فقط بل وخاصة الخاصة..
ونرجو من الله تعالى أن يكتب أجر المجتهد المخطئ لكل الصادقين والصادقات فينا جميعا ولكل مذاهبنا :.. ويبقى الكمال لله وحده سبحانه:
واللهم أرنا  الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل با طلا وارزقنا إجتنابه ...
آمين يا رب.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام علىالمرسلين
 والحمد لله رب العالمين