باسم الله الخبير الحكيم العليم:
منذ
الأزمة التاريخية للإجتهادات الإسلامية .. وبعض دول الغرب وكذا بعض
البلدان الشرقية تأخذ مشعل العلمية والعقلانية والتنوير للرقي بكل
الإنسانية ومحاربة كل ألوان الظلاميات : متأثرين بالعديد من مفكري الإسلام
.. وقبلهم كل الفلسفات البناءة قبلنا .. والتي محصها بعض مفكري المسلمين
تمحيصا ثم هدوها للغرب في طابق من ذهب .. وبعضهم يحاربون رسميا من ساسة
عصرهم بل وينفون وللأسف..لكن حقيقتنا اليوم أخطر وجد جد صادمة .. بل و أخطر من كل هول :
فالعلوم الحقة محكومة بقوانين مادية وطبيعية لا مجال لتحريفها ولا لتزييف مستقبل كل إجتهاداتها .. وليس لنا فيها أي مشكل سواء كنا مسلمين أو غير مسلمين.. لأننا نحسب فيها حتى نسبة الخطإ..
لكن المشكل في مستقبل كل آدابنا الإسلامية وفنوننا وآدابنا العالمية ....
فهناك حركات جد مشبوهة تزرع ومنذ عقود:( اللاعقلانية واللاقيم) في جل البرامج وجل المناهج التعليمية والتربوية وفي شتى شعب العلوم الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية والحقوقية وكل كليات الآداب وغيرها من الجامعات: وبما فيها الشعب الإسلامية .. وليست كلها بالطبع..
بل وعبر الدعوة اليوم جهارا للتخبط العلمي ونزوات الطبيعة النفسية للإنسان مهما خبثت .. والتي ليست كلها على فطرة حتى عند معظمنا كمسلمين.. فما بال غيرنا؟. ... ثم تسعى بل وسعت منذ قرون لزرع اللافهم في معظم جامعاتنا الإسلامية باسم الأمانة العلمية أوغيرها من الشعارات الماحقة للفهم والعقل المسلم ..
ولحد كلامنا اليوم عن (الأزمة الفقهية .. وحيرة الفقيه):
والعديد من فقهائنا وسياسيينا يرعون شبابنا وشاباتنا باسم البديل الإسلامي نحو كل بؤر الظلامية : ودون أدب إسلامي ولا حضارة إسلامية ولا فكر إسلامي ولا عقل ولا تربية علمية : بل وبمواعظ مرتجلة وفضفضات جد شادة من الواجب تحريمها.. ويتجرأ عليها كل من هب ودب ... فكل الشعب لا يحاورها معظم المسلمين إلا الإسلام فكلنا صرنا به عالمون بل ومفتون...
بل وإما بشعارات سياسية زائفة دون علومها ودون فقهها وفكرها ... وإما بمحاربة (معظم علومنا) باسم العض بالنواجد على السنة وعلى عصر الصحابة .. والكفر بالعديد من علومنا الإسلامية باسم التسنن ... عدا بعض أدمغتنا من علماء وفقهاء السنة المتبحرين حقا وعن علم وفقه متين : والذين تحارب اليوم علومهم جل التيارات الإسلاموية أكثر من حربها على ظلاميتها ...والذين يفقهون جيدا معنى قوله تعالى :
( أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)..؟
فكلما رقى فقهك كلما رأيت بأن القرآن ذو وجوه .. واقتنعت بأن الصواب والحق أحيانا يتعددان... والتمست الأعذار لكل الأخطاء ما لم تضلل الناس أوتنسف العلم والعقل أو تكدر القلوب وتعقد النفسيات....
فالصحوة الإسلامية عوض أن تمر لليقظة الكاملة صدمتنا بسكتة قلبية كاملة لها أكاديميا وعلميا : ولا لشيء إلا لأنها كانت مبرمجة ومفبركة من أعدى أعدائنا .. بل وكان مبرمج لها حتى لسقوط : وقد أمها عن تخطيط مسبق عملاء أو جهلة أو ضالون مضلون كما حالنا والإسلام السياسي يقصي ولليوم كل العلماء والفقهاء وكل المبدئيين .. ولا يفلح في التسلق به عادة إلا المتلونين وأهل النفاق.. إلا ناذرا..
وهكذا بعد أن كنا مغرورين بشعارات : الإسلام هو الحل ... وكلمة الله العليا.. إرتحنا والربيع العربي يهدينا أغلى ثماره :
(كشفنا الإسلامويين وهم عراة من كل الفقه وكل الفكر وكل الإقتصاد الإسلامي .. وكل علوم وبديل الإسلام التربوي والعلمي ولا نقول العرفاني ):
وكأن الإسلام دين إرتجال للساسة لا ضوابط له ولا علوم...
والحمد لله على هذه الهدية الربانية الكاشفة .. والتي لم يكن يتوقعها من بعض مفكرينا وسياسيينا حتى الغرب المبرمج لكل هاته الكوارث ... ورغم أن هذا قد بدأ يقوي ثقافات التفتخ والإنحلال (وفقه التحليل) الذي غالبا ما يكون خادعا .. بل وتستغله اليوم بعض القنوات والجمعيات والحركات والأحزاب ليس ضد الإخوان فقط: بل ضد كل البديل الإسلامي ...
فالحمد لله على كشفنا لكل هذا العري الإسلاموي والتسلفي والعلموي بل والفقهوي...
ولكن عقلنا الفقهي لا زال يقاد من أئمة لا يفرقون بين العمل بالشريعة الذي هو كل إختصاصهم عمليا ورسميا .. والفكر الإسلامي الذي دونه لا إجتهاد....
بل ولحد قول أحد التسلفيين : (لا فكر في الإسلام..)..
فهناك ميزانيات فوق الخيال طمست وتطمس وستطمس كل العلمية وكل التخليق وليس في مشاريعنا الإسلامية فقط ... بل بكل البرامج المقبلة وبجل الفنون وعبر كل القنوات المتاحة سرا وجهرا..
فالقرآن لن يحرف... لكننا بدأنا نعيش مرحلة تحريف الفكر الإسلامي : ووأد العقل المسلم .. بل والعديد من الكتب اليوم التي نقرأها (باسم الله الرحمان الرحيم) لا علاقة لها بمبادئنا الإسلامية إلا تضليلا.. وإما ضلالا..
بل وهناك تيارات سياسية كبرى تدعو باسم العلمانية لفصل الدين :ليس على السياسة فقط كما يفرض واقعنا وكما صرنا نوقن بعد صدمتنا بالإسلام السياسي وهو يستغل نفاقا .. وبعد أن صار غنيمة لكل متسلق.. بل يدعو اليوم بعض العلمانويين للفصل التام بين المسلمين والعقل الإسلامي وكل الثقافة والتربية الحضارية : ليبقى كل الإسلام فقط حلال وحرام وشرع غير كامل حتى لفرائض الشريعة ... وهنا كل الخطر..
وكل القضية : أن ساسة العالم والحكومات الخفية لم تعد ولم تبق العلمية ولا العقلانية في صالحها : لأن هذا يعني الدعوة وبكل العلوم (وبما فيها العلوم الحقة) للعلمية القرآنية والقيم السنية معا.. كما حالهم اليوم وهم يدعون مكرهين لإقتصادنا الإسلامي كحل لأزمة كل التنظير العالمي إقتصاديا ... بل وربما سيستغلونه ليحرفوه كما بدأوا يحرفون بأهوائهم العديد من مناهجهم ويحاربون علميتهم بكل علموية.....
ولهذا نجزم :
بأن العقل الغربي قد أدى وظيفته كاملة في الرقي بكل الإنسانية وبالعديد من إجتهاداتنا الإسلامية الفكرية والقرآنية والسنية بل وحتى الشيعية كأساس :
لكن هاهو ذا بوش الإبن يصرح جهارا بقوله :( إنقضى زمن الإيديولوجيات ...) ..
بل وجل كتب الفكر الحديثة تدعو للاعقل واللاقيم ...
ولحد الدعوة لديانة إنسانية مبتكرة وشاملة .. يعبد الإنسان عبرها ما يشاء من أهواء..
وبمحاربة شيطانية لكل الديانات الحصرية : وعلى رأسها الإسلام..
ولهذا تزداد مهمتنا كمسلمين خطرا وخطورة :
فإما تدخل العقل الإسلامي بكل علمية وببرامج تجديدية مهما تكن لغتها التربوية والفنية لإنقاد إنسانيتنا حاضرا ومستقبلا وبتفتح على كل ما حق من علوم وما ينفع حقا من مناهج ... ولو نسبيا ..:
وإما فلا عقل ولا قيم للإنسان مستقبلا إلا ماليا وماديا .. وسيصير كل إله المستقبل (واقعنا المشيطن) من زمان... وسيظل واقعنا كما حالنا يملي عنا كل عباداتنا كما بدأنا وللأسف..
فإما إنقاد المسلمين للعلمية والتخليق بكل علوم الإسلام المومن بكل حق وكل خير وكل ما هو حقا علميا ونافعا ...
وإلا (فلا أنسنة للإنسان مستقبلا) ..
بل وها نحن نرى اليوم عيانا توحش العديد من فنوننا ومعاملاتنا ..
وتوحش العديد من الجماعات الضالة بل والمغضوب عليها..
وباسم حضارة التفحش ورقي البهيمية.. صار كل ماديينا يتفكهون ...
بل ونرى وللأسف معظم المسلمين شكلا بعيدين كل البعد وأقولها بكل جرأة على(إنسانية الإسلام)... والتي تعني عقلا واعيا..وقلبا سموحا بل وفقيها : ففقه المومن في قلبه لا لسانه فقط .. وروحا شفافة .. ثم يدا قوية عند الحاجة وبكل أخلاق وأدب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... وكل شروط الجهاد الإسلامي..
...... وعلى هذه المقدمة تنسال بل وتزلزل كل برامجنا كل الإشكالات وكل الإشكاليات وكل المشاكل...
ولهذا نجزم بأن الله تعالى قد قال عن اليهود:
( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يجمل أسفارا )
فما بالك بمن حمل القرآن وهو الكتاب الأعظم..؟
فالخطب عسير.. بل وصعب جدا .. وخصوصا على مفكرينا ثم أي مسؤول ..:
فهذا الإنسان الذي أسجد الله له ملائكته الكرام عليهم السلام ..
وكرمه سبحانه وتعالى بكل الكمال الإنساني ... :
صار يتخلى على كل سموه وسماويته وادارك باسم الرقي المادي يقتل فينا وفيه وفي كل المستقبل كل المعنويات .. فالهمم دنية .. وكل الهم عيش ومتعة ... فأين الإنسان ؟
بل وهاهو يتدنى وهو المخلوق المكرم بدنيا لا تساوي كلها عند الله جناح بعوضة ....
ولهذا نقول حذاري :
إن الله عرفانيا جد جد جد جد خطير .. ولله المثل الأعلى ..
بل وأخطر من كل ما نتصور ...
بل وهذا الرسول رغم عصمته صلوات الله عليه وهو العارف الأول بالله يقول :
(إني لأخوفكم لله ...)
ثم يقول : (لا أدري ما يفعل بي ولا بكم ؟....)
فحذاري إن الفقهاء والعلماء وكل العارفين بالله ليسوا رسلا .. لكنهم رساليين :
ومهمتهم تبليغ الرسالة كاملة وبكل إخلاص ..
وللمسؤولين فقط التدرج جهد المستطاع لكل الأنسنة إن صلحت لله النيات....
وإلا فلا أنسنة ... وحتما سيتوحش أحفاد أحفاد أحفادنا إن لم يتوحش أحفادنا ..
فالقيم والعلمية وكل الأنسنة تستنجد بك يا إسلام ..
بل وبكل علمية ..ومن أي عقل لفظت ..
غفرانك اللهم..
وهذه مسوداتنا الأولى في هذالإشكال وفي هذا الحل .... والله أعلم:
مسودات السلام الإسلامي/الإنساني لكل أهل الفكر:
وصل اللهم على النبي محمد وآله والصحب...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق