الأحد، 13 أكتوبر 2013

نداؤنا السابع:من كوارثنا كمسلمين: 1: أسلوب حياتنا ؟؟

باسم الله الرحمان الرحيم. العليم الحكيم. الملك الحق المبين.
ذي الأسماء الحسنى.
والصفات العلى.
السبوح المتعال.
والصلاة والسلام على نبينا الحكيم وعلى آله والصحب.
لا يشك عاقل في أن إسلامنا الحنيف أسلوب حياة كامل وشامل ..ويدعو للتفتح على كل ما هو حق وخير وأخلاقي.. بل وكل ما هو مبدئي ومثالي في كل الحضارات الغابرة وكذا القائمة بل والمقبلة: كما أنه منهج كاف لتحقيق كل سعادة ورقي الشخص المسلم ليحيى حياة زكية ملأها الطمأنينة والسكون وكل ألوان الهناء :
ومهما تكن الظروف : 
لكن: أينطبق هذا علينا كمسلمين ؟:
وهل نحقق كمسلمين ولو نصف توازناتنا الفردية بالإسلام؟
ستتفاوت الأجوبة على هذا السؤال :
 لأن هناك قلة ولله الحمد تجسد بإحسان علاقتها بالله تعالى : وتعرف كل معاني السعادة بمحبة الله تعالى والإلتزام بأسس وآفاق دينه الخاتم...
لكن هناك وعكس هؤلاء سواد عظيم منا : لا يعرف لا معنى السعادة بالله ولا الإلتزام التربوي والعلمي بإسلامنا ...:
الأمر الذي فرق الأمة إلى:
1) أدعياء للسنة النبوية الشريفة : والذين يبدو لهم ولفقهائهم بأن الدين أوامر ونواهي فقط وإلتزام صارم بالشريعة في فهمها الظاهر, وبجهل تام من سوادهم بأن كل علم حق وكل خلق كريم وكل حكمة ثابته إنما هي إسلام مهما يكن مصدرها : فغلقوا منهاجهم  عن كل علوم العصر: بل وإنغلقوا أيضا وباسم التسنن وللأسف على جل العلوم الإسلامية : غارقين في فرعيات علوم الحديث بدعوى أنها الأساس والأفق لكل العلوم الإسلامية وهذه هي كبيرتهم,, ..
وهذا المنهاج سيبقى مفيدا في دراسة فقه الحديث لا كل الإسلام رغم ضيق فكر العديد من فقهائه .. فكيف بأتباعهم؟:
 فبكل أسف يظن معظم فقهاء وعلماء هذا التيار السني الظاهري والمنغلق على فقه الحديث وعلى التفسير اللغوي للقرآن الكريم بأنهم هم النمودج الحق للإسلام : لحد تسفيه وتبديع بل ومضادة وحرب كل من لا يماثلهم المنهج من المسلمين : ليزرعوا الفرقة في الأمة بين سني من جهة وبين ضال وربما كافر لكل من لم يسعه مذهبهم...
 وهذا المنهاج وللأسف ولد ولا يزال يولد كل ألوان التخلف الفكري والتطرف الإسلاموي والتسلفي والعلموي الذي لم يصدمنا فقط في فقه التعبد فقط :بل صدمنا أكثر ونحن نكتشف رضى كل أعداء الإسلام عنه وعن نجاحه السياسي لأنه وبكل صدق صار قنبلة موقوتة لهدم أي كيان لنا ..ومتى شاء سماسرة العالم .. بل وهذا التيارما فتئ يهمش إن لم نقل يحارب كل أدبنا وحضارتنا وكل تراكماتنا الثراتية كعرب بل وكذلك كل الحضارة الإسلامية وبشتى علومها وفقهياتها وفنونها وآدابها :
فالإسلام عند جلهم : قال الرسول صلوات الله عليه في الحديث الصحيح لا غير : مما أغلق ولا يزال يغلق كل أبواب التجديد والإجتهاد بل ولا زال يستحمر ويبلد كل السدج : ويسجنهم في ألبسة الجزيرة العربية زمن البعثة الشريفة بدعوى أنها لباس الرسول صلوات الله عليه بل واللباس الشرعي إسلاميا, وبالرغم من هذه المغالطة يبقى كل هذا جميلا كبداية لو لم يدعوا إجتماعيا وسياسيا بأنهم النمودج : مما جعل المسلمين الجدد (والمبتدئين عامة في المعرفة الإسلامية) : لا يرون في هذا الفقه الأولي  سوى الإسلام كله ,, وخصوصا وأن جل فقهائه يرددون دوما بأن كل ما سوى فهمهم: بدعة وضلالات بل وكفر:
وليصير أسلوب حياتهم الرجعي والماضوي هذا هو أسلوب الحياة الإسلامية الشامل وللأسف: بل ولتصير حياتهم الأعرابية هاته هي الأسلوب السني الإسلامي الواحد الأوحد:  بينما الحقيقة تسمو بل وتتعالى على كل هذا الضيق...
فأسلوب حياتنا كمسلمين ينبني على القرآن كله سنيا وبعده 15 قرنا من التجديد في شتى العلوم والفنون والآداب : فأسلوب حياتنا جد حضاري بل وأعظم من راقي : لأنه يبني المسلم عقليا وقلبيا وروحيا وبدنيا وبكل علمية وجمالية :ثم ينظم كل علاقاته بكل حكمة وبكل تفتح على كل ما هو حقا (حضاري وعلمي وأخلاقي) :
فالإسلام ليس محصورا في القرآن الكريم والسنة النبوية إلا كأساسين يحملان بحورا لا تعد من الآداب والمعارف:
ولذا وبكل إيجاز :
إن الإسلام أسلوب حياة يبني الإنسان أولا ليحقق كل توازناته وفي شتى المجالات .. وبكل ما حق من علوم وآداب وفنون بل وكل ما هو بناء : ومهما يكن مصدره..
ولهذا نرى بجلاء بأن حياة جل المدعين للسنة  تنبني على المسجد والأكل والشرب والنوم والعمل وبرفض تام لكل ما هو جديد وحضاري لحد تحريمهم لما أحل الله تعالى ..., مما جعل العديد من العقلاء لا يصنف الصادقين منهم إلا في دائرة التدين البسيط والجزئي بل والإبتدائي لا غير...ومهما إدعوا أنهم المثل الأعلى عن جهل أو تكبر.
2) لكن هناك والحمد لله تعالى ثلة من علماء وفقهاء الوسطية والإعتدال الذين لا زالوا يقدمون أنموذجا عاليا وجد راقي في شتى علومنا الإسلامية وبمناهج جد حكيمة ومحكمة:
 ففقهنا السني الوسطي منظم وبإمتياز لكن الكارثة الكبرى في فكرنا : فجل فقهائنا الملتزمين ليس لهم وللأسف عقل إسلامي حكيم ..ويعانون اليوم من نقص كبير في الوعي بالفكر العالمي المهيمن اليوم على كل العقل الأرضي بتلاوينه بل وكل تياراته :
لذا فلا مستقبل لنا إلا بتنظيم فكرنا الإسلامي وتأهيل مفكرين في مستوى كل التحديات القادمة : إذ هناك العديد من الفتاوى التي صار الفقهاء يرتجلون فيها بكل بلادة ويعطون رأيهم البسيط فيها في الوقت الذي تحتاج فيه لدراسات أكاديمية جادة ومعمقة لا يسعها الفقه بل وإختصاصها فكرنا الإسلامي لأنها إشكالات فكرية لا فقهية :
لذا ولنقدم حقا أسلوب حياة إسلامي : لا بد من توأمة جادة بين فقهنا المنظم بحكمة وفكرنا المشتت : فالمسلم اليوم ومسلم المستقبل سيتيهان دون بناء فكري جاد وهادف يطرح أسلوب حياتنا الإسلامية كبلسم سعادة لا كقيود عبادة كما يفقه العديد منا ..وبما فيهم جل علمائنا البارزين.
3) ولتبقى الفئة المستلبة فكريا وحضاريا منا هي بئر كل هاته الإشكاليات: فالطبقة المثقفة والواعية بل والذكية فينا والمتفتحة على كل العلوم والمعارف والمستجدات والتي هي المحرك الأساسي لمجتمعاتنا : ما زالت محتارة وتائهة :إذ ترى في أسلوب الحياة الغربية الأدب والعلمية والصدق والفرح والتوازن الغرائزي بل وحتى المثل والقيم والمبادئ الإنسانية في أعلى فلسفاتها ... في حين لا ترى سوى الأمر والنهي وصرامة الإلتزام بالعبادات في سلوك مدعي السنة.. بل وفي جل دروسنا الفقهية .. بل ويلاحظ هؤلاء وبكل عقلانية الإرتباك المنطقي في خطابات العديد من فقهائنا المشهورين : ليرفضوا الإسلام كله بسبب ضعف العديد من فقهائنا أولا :غير واعين بأن إستلابهم الفكري هذا لا يعالجه سوى البناء العقلي الرزين (بفكرنا الإسلامي المعاصر المهمش وللأسف) لا فقهنا فقط:
 بل وحين ندرس فكرنا الإسلامي (وهذه كارثة رسمية) لا ندرس سوى إختلافات الفرق الكلامية في صدر الإسلام : وكأن العقل الإسلامي جمد منذ قرون وقرون : وهذا في زمن تكاد تنهد مكتباتنا فيه بمشاريع فكرية إسلامية عظيمة لكن مقبورة  وللأسف ... 
والحل بسيط:
1)التوعية بأن أسلوب حياتنا كمسلمين ليس أعرابيا كما يروج كل التسلفيين الماضويين والرجعيين ولا أقول السلفيين بحق فلا سلفية دون خلفية : لأن خلفيي اليوم هم من سيرجع مستقبلا سلف الخلف.. وهكذا : إذ السلفية الحقة أصيلة ومعاصرة ومهما نكر هذا مدعوها...
2) الوعي  بأن أسلوبنا كمسلمين في الحياة مبني على: كل القرآن الكريم ككنز فياض بكل العلوم والآداب والمعارف والفنون وإجابات جد مثالية في كل مستجدات الحياة.
وهو إمام السنة  لا مأمومها كما يدعي العديد من فقهائنا .. 
3)أن الحديث النبوي الشريف لا يغني على الإجتهاد في القرآن الكريم والعمل المباشر به .. وكذا الإجتهاد في السنة نفسها حسب مستجدات العلوم والمعارف.
4)أن القرآن الكريم والسنة الشريفة أساسان لا هيكلان جامدان لفقهنا وفكرنا كمسلمين : إذ يدعوان وكليهما جهارا للتفكر في كل الكون والتدبر في كل المعارف.. والآية القرآنية تعني (الإشارة والعلامة القرآنية:لغويا) : مما يعني أن الله تعالى وضع لنا في القرآن إشارات أولى ومعالم نحو رحابه سبحانه وفسيح هداه عملا وذوقا وسلوكا .. ثم أحل لنا الجدية في التجديد دوما وفي الإجتهاد حسب مستجدات كل عصر.
مما يعني أن أسلوب الحياة الإسلامية منهج سعادة تامة ويتخلص في:
1) بناء العقل المسلم بناء حكيما (وأسمى السعادات سعادة الحكماء)لعلنا نكون في مستوى العصر والمستقبل كما ربينا وعلمنا العالم لقرون.
2) بناء القلب المومن ليحافظ على صفائه .
3) تربية الروح لتبقى دوما سماوية الهمة.
4) تقوية الجسد لينعم بكل الصحة والقوة.
5) التمتع بنعمة الحياة وبكل غرائزنا كبشر في نطاق الحلال :
 إذ كل ما في الحياة حلال إلا ما قل : فنسبة المحرم أمام المحلل إسلاميا لا تفوق واحدا في المائة.
6) ثم الرقي بحسنا الإنساني بكل جمالية ..
فـأين هذا من مسلم صارت سعادته مأكل ومشرب وفراش وكنز مال ولهف وراء الماديات وسعي للارتياح لا الراحة؟ .. بل وسعي وراء فرح هستيري لا سعادة فيه.؟؟
ثم أين هذا في حياة مسلم رجعي لا ينمي له عقلا ولا يصفي له قلبا بل ويحرم كل الجماليات مهما صفت:رافضا لكل الحياة وكل الحضارة بما فيها حضارته بدعوى التسنن؟ :
وليعيش حياة الأكل والشرب والنوم وكل ضنك العبادات الشكلية والسطحية .. ضالا عن العديد من العلوم القرآنية والفقهيات السنية بدعوى التأسي بالصحابة الكرام رضي الله عنهم ؟..وقد صم عقله وعطل قلبه ليعيش عيش الغرائز الضيقة والعبادات الجسدية المشددة وكل ألوان التحجر : لحد الشرود الحضاري كما نرى وللأسف......
وهذه فقط رؤوس أقلام لإشكاليتنا هاته عن: أسلوب حياتنا الإسلامي كمسلمين:
فلتحقق سعادتك بالله فكرا وقلبا وروحا وبكل علمية وجمالية وعلو همة ..
وبكل حضارة ويقظة.. 
بل وبكل أصالة ومعاصرة:
وإقرأ باسم ربك الذي خلق: القرآن سنيا وبنية العمل : لتبني إسلاميا عقلك وقلبك وروحك وكل شخصيتك (مدى الحياة) وبكل ما حق من علوم ومعارف وآداب وكل ما حل من فنون : وإلا فإن أسلوب حياتك ومهما إدعيت التمدن أو غرقت في التسلف سيبقى بعيدا عن سماوات الحياة الإسلامية  .. ولن تكون لك إلا حياة الضنك والتعاسة والشقاء مهما زيفتها بفرح السكر ونسيان القلب والعقل والروح والدين.: (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). فاقمع كل شهوات حرامك بكل عزم تسعد وتتحرر من كل هاته التكاثرات الدنيوية التي أسكرتك يا مسرفا في الملذات..
ثم لتتدبر يا متسلف ويا إسلاموي قوله تعالى:
( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق..) ...................
..................................
فلا تفريط يا متشدد ولا إفراط يا مسرف.
وهذا أساس لعامة المسلمين..
بينما هناك إستثناء عن كل هذا عند أهل السلوك الروحي ومدارس الزهد وجهابدة فقه الإحسان : والذين تبقى مناهجهم للخاصة بل ولخاصة الخاصة : وليست لكل المسلمين  : ولكل قاعدة إستثناء.  
لكن ورغم كل هذا الإختلاف الفكري والتربوي فلا لخلاف القلوب والمواقف لحد الفرقة بل والفتن الكبرى  : فكلنا مسلمون ولكل منا حسناته وسيئاته : ولله وحده الكمال:
 فلا للفرقة بيننا مهما تخالفنا علميا وفكريا وتربويا :
والوحدة وحدة قلوب وأعمال أما الإجتهادات  فيبقى توحيدها سراب..
 ولكن التقويم والتناصح واجبان بل وفرضا كفاية: إن لم يقم به البعض منا أثمنا جميعا...
واللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه.    
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام علىالمرسلين
 والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق